رغم التحديات.. المرأة السورية تثبت جدارتها في سوق العمل التركي


 لم يسبق لها أن عملت قبل وصولها وأسرتها إلى تركيا قبل حوالي ثلاث سنوات من الآن، لكنها وبالرغم من ذلك، فهي اليوم نادراً ما تتغيب عن مطبخ المطعم الذي تعد فيه المأكولات الحلبية الشهيرة بشكل يومي.

 ربة المنزل السورية التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، أكدت لـ"اقتصاد"، أن حاجة أسرتها المؤلفة من خمسة أفراد للمال، دفعتها إلى العمل في أحد المطاعم السورية في عينتاب، براتب شهري يبلغ 1100 ليرة تركية، وأردفت "زوجي يعاني من مرض عضال في عينيه يمنعه من العمل، بينما لا يسد ما يتقاضاه ابني لقاء عمله في ورشة للبناء، ما نحتاجه من نفقات شهرية".

جملة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية دفعت بالكثير من النساء السوريات المقيمات في المدن التركية للعمل، حيث استطاعت المرأة السورية وعلى مدار فترة تواجدها في المدن التركية، الدخول إلى ميادين عمل جديدة، لربما كان "العرف" يحول دون مزاولتها في الداخل السوري سابقاً.

 وبقدر ما تفرض التحديات نفسها أمام عمل المرأة في تركيا، بقدر ما تحولت في مجملها إلى اختبار حقيقي، برعت الكثيرات منهن في تخطيه.

 وتتمثل أهم التحديات في عدم الشعور بالأمان المجتمعي، وضعف الأجور، وغياب الأطر القانونية الضامنة للحقوق، بينما يشكل "الموروث الشعبي" السائد، واحداً من أهمها، كما ترى المديرة التنفيذية في جمعية زنوبيا، أحلام عبدون.

 وخلال حديث خاص مع "اقتصاد" أكدت عبدون التي تشرف على مشروع استبياني، الذي يدرس واقع المرأة السورية في سوق العمل في مدينة غازي عينتاب التركية، أن المرأة السورية العاملة تتعرض لمشاكل على الصعيد الأسري، أبرزها الغياب الطويل عن المنزل بسبب ساعات العمل الطويلة هنا، مما يعرض أطفالها إلى مشاكل تربوية.

وبالنظر إلى معاينتها عن كثب لكثير من الحالات، أشارت عبدون إلى حالة القلق التي تسيطر على أقارب المرأة العاملة، معتبرة إياها من العوامل التي تشكل أعباء إضافية على المرأة العاملة، واستدركت "لكن مع كل ذلك كانت المرأة السورية رائدة في كثير من الأعمال".

 ووفقاً للمديرة التنفيذية فإن أرباب العمل الأتراك يفضلون التعامل مع الورش المنزلية السورية على التركية، بسبب مهارة وكفاءة المرأة السورية، وأوضحت بالقول "الكثيرات منهن يطرزن في منازلهن، ويصنعن الأحذية المعدة للتصدير، وهذه المنتجات تكون ذات جودة عالية".

 من جانبها، أشارت معلمة المدرسة، علياء بدوي، إلى تخلص المرأة السورية من سطوة العادات الاجتماعية التي كانت تحرم عليها الخوض في كثير من مجالات العمل، التي قد لا تتعارض مع طبيعتها، مثل "الوساطة العقارية (الدلالة)، والعمل في المطاعم، والمحال التجارية".

 بدوي التي تقيم في مدينة عينتاب قالت لـ"اقتصاد"، "قد يكون من الصعب اليوم تمييز المرأة السورية عن قرينتها التركية، خصوصاً أن أغلبهن أتقن اللغة التركية".

 ولدى تقييمها للأجور التي تتقاضاها المرأة، اعتبرت أن الغالبية منهن يتقاضين أجوراً متدنية، وخصوصاً القاصرات منهن، لكنها وبالرغم من ذلك أشادت بجهودهن وكفاحهن في سبيل الحصول على حقوقهن في العمل.

ترك تعليق

التعليق

  • المرأة السورية الشريفة و العفيفة والتي دعتها ظروف الحرب الدائرة الى الهجرة ورعاية اسرتها في ظل غياب المعيل وما أكثرهن . تمثلن أكبر من ضحى من شعبنا الصامد الصابر , فبوركت جهودكن ورعاكم الله وحقا نقول انتن من ترعين جيل النصر والتحرير باذن الله فسيورا الى الامام وخطوا بايديكن الناعمة أيقونة شعب يتحدى كل ضروب الموت والإبادة وحق لكن ذلك .