في بلدات الحولة المحاصرة.. تعرّف على زراعة البندورة "الكرزية" ومزاياها


توسعت مساحة الأراضي الزراعية بمحصول البندورة البلدية البعلية في منطقة "الحولة" المحاصرة بريف حمص الشمالي الغربي.

وخلال الموسم الزراعي الحالي، باشر عدد كبير من مزارعي "الحولة" بزراعة البندورة (الكلول)، صغيرة الحجم، التي تعد من الأصناف المتميزة.

 وتقدر المساحات المزروعة بهذا النوع بحوالي 100 هكتار.

 وعلم "اقتصاد" أن سبب تسميتها بالبندورة الكرزية، لأن حباتها بحجم حبة الكرز، كما تسمى في بعض البلدان العربية بـ "الشيري".


 الحولة الأولى بزراعتها

 مراسل "اقتصاد" في ريف حمص ااشمالي، زار عدداً من الحقول الزراعية للتعرف على هذا النوع من البندورة وطريقة زراعتها.

 يقول المزارع "أبو حسام"، "تعتبر منطقة الحولة أشهر منطقة في سوريا في زراعة هذا الصنف من البندورة، والتي تسمى محلياً بـ (الكلول)، لصغر حجمها، ولأنها تشبه "الكل" الذي يلعب به الصغار".

 وأضاف في حديث لمراسل "اقتصاد" في ريف حمص، أن محصول البندورة "الكرزية" البعلية، أصبح في سنوات الحصار، من أهم، وأكثر المحاصيل الزراعية الصيفية حضوراً في حياة المحاصرين، فهو يستخدم في أغلب طبخات المحاصرين والسلطات، لأن هذا الصنف من البندورة يمتاز بحموضتها العالية، وبمذاقها اللذيذ، إضافة لرخص ثمنها مقارنة بأسعار الأنواع الأخرى من البندورة الكبيرة، مشيراً إلى أن سعر الكيلو يباع حالياً بمنطقته بسعر يترواح ما بين (75- 100 ليرة)، بينما الأصناف الأخرى تباع بـ /250/ ليرة سورية.

 كما بدأت بعض النسوة، وكما كانت تفعل أمهاتهم سابقاً، بتقطيع الحبّة الواحدة إلى قطعتين، وتجفيفها بالشمس، ومن ثم حفظها بأوعية زجاجية كـ "مونة"، لفصل الشتاء، حيث تُفقد البندورة من الأسواق لأكثر من أسبوع بسبب الحصار المفروض على المنطقة من قبل النظام وميليشياته الطائفية..

ورداً على سؤال "اقتصاد" عن طريقة زراعتها، قال المزارع أبو حسام: "تتم زراعة هذا النوع من البندورة، أو (الطماطم)، بطريقة عضوية، أي بدون أسمدة كيماوية، أو مبيدات حشرية، وتزرع بطريقتين، الأولى عن طريق البذار بعد فلاحة الأرض كالحبوب تماماً، والثانية عن طريق الشتول في منتصف فصل الربيع، ويسمى محلياً (التقبيع)، حيث يحفر المزارع للشتلة بعمق يتراوح ما بين(25- 40 سم)، حتى تظهر طبقة رطبة من التربة، وتروى هذه الطريقة من الزراعة برية واحدة فقط أثناء شتلها


فرص عمل للمحاصرين

ويقول المزارع أحمد أبو وردة من مدينة كفرلاها، لمراسل "اقتصاد"، "هذا النوع من الزراعة، والذي لا يحتاج إلى نفقات كثيرة، ولا لمياه للسقاية، أحدث العشرات من فرص العمل الموسمية للأسر المحاصرة في مدن وبلدات الحولة"، مضيفاً بأنه زرع هذا العام 5 دونمات من البندورة البعلية "الكرزية"، وثمارها جميلة الشكل، كما يصل عددها لـ 60 حبة بالشجيرة الواحدة.

 واستطرد أحمد: "البندورة البلدية الكرزية، تُؤكل كأي ثمرة فواكه، وتتميز بطعمها الحامض اللذيذ، والذي يعطيها سبباً لرواجها"، لافتاً إلى أن هذا النوع من البندورة، يمتاز بمقاومته العالية جداً للأمراض أكثر من الأنواع الكبيرة الحجم، وبمردود مادي مقبول.

 وحول استخدامات هذا النوع من البندورة منزلياً، تقول السيدة "أم ماهر" -ربة منزل-: "جميع نساء الحولة، يفضلّن هذا النوع من البندورة، لأنها تعطي مذاقاً لذيذاً للطعام كما تقوم معظم العائلات المحاصرة بريف حمص الشمالي الغربي بتأمين مونتهم من "دبس البندورة"، يدوياً، من هذا النوع، حيث يوضع العصير تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة أسبوعين ومن ثم يخزّن بأوعية زجاجية يصلح لمدة عامين".


ترك تعليق

التعليق