ناشطون يحذّرون من انتشار مرض الالتهاب الكبدي في ريف درعا


حذّر ناشطون من انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي في ريف درعا، نتيجة تلوث المياه والمواد الغذائية وسط دعوات من الكوادر الطبية للوقاية من الإصابة بالمرض بشكل أوسع.

 واستقبل مشفى شهداء الحراك في درعا خلال الأسابيع الأخيرة عشرات الإصابات بمرض الالتهاب الكبدي.

 وأفاد المخبري "معروف التركماني" لـ"اقتصاد" أن الأطباء في المشفى المذكور شخّصوا خلال أقل من شهر أكثر من 100 حالة موزعة على مناطق الحراك واللجاة والصورة وعلما، وكان نصيب الحراك وحدها-كما يؤكد- 48 حالة جميعها حالات التهاب كبد من النمط A، وهناك 3 حالات التهاب كبد من النمط B جميعها من اللجاة وحالة واحدة نمط c لنازح من حمص.

 وترافقت أغلب الحالات –كما يؤكد محدثنا- بارتفاع حرارة وألم بطني وإقياءات شديدة وبعضها ترافق بتبدلات على مكونات الدم لدى المصاب من نقص في الكريات البيضاء والصفحات الدموية 100 مل وارتفاع مستوى البيليروبين في المصل.

وﻳﻨﺘﻘﻞ فيروس ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ - بحسب التركماني- من خلال ﺘﻨﺎﻭﻝ الطعام والمياه الملوثين، أو بالاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه. وعادةً ما يتعافى غالبية المصابين بالالتهاب الكبدي A بصورة تامة، ولكن نسبة صغيرة من الوفيات تحدث بسبب الالتهاب الكبدي الخاطف. ويمكن أن تستشري حالات هذا المرض الوبائية على نطاق واسع، وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة.

ولفت محدثنا إلى أن "بعض حالات التهاب الكبد من النمط A جاء بأعراض حادة تطلبت دخولهم المشفى والبقاء لفترة تراوحت بين 3 أيام إلى أسبوع من أجل العزل والاستشفاء والحد من العدوى".
 
وعزا التركماني كثرة الإصابات بسبب تلوث مياه الشرب وعدم الاهتمام بتعقيم المياه وغياب الرقابة على مصادر المياه وعدم توفر أقراص الكلورين اللازمة بتعقيم مياه الشرب وتردي خدمات الإصحاح عموماً، علماً أغلب مياه الشرب في المناطق المحررة تُستخرج-كما يقول-من الآبار الارتوازية.

 وأكد محدثنا أنه يستعمل ماء جافيل من أجل تعقيم مياه الشرب عنده في المنزل بمعدل 100 مل ماء جافيل لكل خزان ماء 2000 لتر، لكي تطلق شوارد الكلورين cl3 اللازمة للقضاء على الميكروبات.

وتواجه مشفى "شهداء الحراك" صعوبات في تأمين المواد المخبرية اللازمة للكشف عن الحالات بسبب عدم توفرها وغلاء أسعارها، ويتم شراؤها من مناطق سيطرة النظام وبأسعار عالية، في ظل تخلّي المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم للمخابر في المناطق المحررة.

وكانت منظمة الصحة العالمية من جهتها قد حذّرت من ازدياد نسبة الأمراض في سوريا، حيث زاد عدد الإصابات بالأمراض المنقولة عبر الماء مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي بشكل لافت، وقالت ممثلة المنظمة اليزابيث هوف إنه: "تم رصد في سوريا أكثر من 30 ألف حالة اصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي (آ) العام الفائت 2015، وأكثر من ألف مصاب في شهر كانون الثاني / يناير العام الحالي، مشيرة إلى أن ثلث المياه فقط نقية وصالحة للشرب أما البقية فهي ملوثة، بعد أن كانت نسبة نقائها 100%".

ترك تعليق

التعليق