والدة مراد الغزاوي تروي حكاية اعتقال ابنها في إيطاليا.. ضحية جديدة من ضحايا صور الجوال


 لم تكن عائلة "مراد الغزاوي" تتوقع أن يُعتقل ولدها، مراد، بعد وصولهم لجزيرة صقلية الإيطالية، بذات التهمة التي طالما اتهم بها نظام الأسد غالبية الشباب السوري على حواجزه الأمنية، وهي الانتماء لما يسميه "العصابات الإرهابية المسلحة"، بعد التدقيق في هواتفهم المحمولة، وإيجاد ما يدل على تأييدهم للثورة والمقاومة السورية.

عائلة "مراد الغزاوي"، هجرت مدينتها درعا هرباً من الحرب وويلاتها ولجأت للأردن، ومنها إلى مصر ثم إلى ليبيا، ومنها إلى أوروبا، حيث خاضت غمار المتوسط للوصول إليها أملاً بالأمان وبدء حياة مستقرة بعد معاناة التشرد واللجوء.

لكن ما حصل أن السلطات الإيطالية أوقفت "مراد الغزاوي" بعد وصوله مع عائلته إلى جزيرة صقلية عبر البحر المتوسط قادماً من ليبيا، بتهمة الانتماء إلى "تنظيم الدولة الإسلامية"، بسبب وجود صورة تذكارية في هاتفه الجوال، التقطها وهو يحمل بندقية قبل مغادرته مدينته درعا، وذلك قبل نشوء التنظيم حتى.


وتروي والدة مراد وجعها في رسالة أرسلتها لـ "اقتصاد"، لتقول: "بعد بدء الأحداث في سوريا في آذار 2011، تركنا منزلنا في درعا ولجأنا إلى الأردن ومنه إلى مصر ثم ليبيا التي بقينا فيها ثلاث سنوات وبعدها قررنا اللجوء إلى أوروبا عبر المتوسط، وبعد وصولنا الى ميناء (باز الو) بتاريخ 4/12/2015 أوقفت السلطات الإيطالية ولدي مراد وصهري محمد للسؤال والتعرف على سائق المركب الذي خرجنا به من إيطاليا وأخذونا نحن إلى (الكمب)، على أمل أن يلحق بنا ولدي وصهري".


وتابعت والدة مراد: "بعد ذلك عاد إلينا صهري وقال لنا أن البوليس أوقف مراد بسبب الهواتف المحمولة، حيث كان يحمل جميع هواتف العائلة وهي 7 هواتف، وقامو بالحجز عليه في (الكمب) لمدة عشر أيام ثم تم أخذه إلى سجن في مكان آخر بعد اتهامه بتهم باطلة لا أساس لها من الصحة وهي الانتماء لتنظيم الدولة، مع العلم أن ولدي مراد لم يكن قد أتم السادسة عشر من عمره عند خروجنا من سوريا، وقبل نشوء تنظيم الدولة ودخوله مدينتنا حتى".

 وتتابع والدة مراد وتقول أنها حاولت كثيراً الوصول إلى ولدها مراد، لكن دون جدوى، فقد منعها البوليس من رؤيته ابنها المحتجز حالياً في مدينة كاتانيا، وفق ما أفادت به لـ "اقتصاد"، الناشطة السورية في إيطاليا، ريما عبود.

ريما أضافت أن السلطات الإيطالية تحتجز مراد في ظروف غير إنسانية وتعامله معاملة سيئة.


 وسعياً لإطلاق سراح ولدها سافرت والدة مراد لوحدها من ألمانيا إلى مدينة كاتانيا الإيطالية، التي لا تعرفها، ولا تعرف أحداً فيها، بتاريخ 28/6/2016، لتوكيل محامي يساعدها في إطلاق سراح ابنها.

 وتقول أنها عرضت على المحامي أدلة براءة مراد من صور صفحات جواز سفره، وعليها تاريخ خروجه من سوريا بتاريخ 12/1/2013.

 وقد اقتنع المحامي بذلك، ووافق على متابعة القضية بعد أن أخذ مبلغ ألف يورو كدفعة أولى، إلا أنها لم تتمكن من زيارة ابنها بسبب خطأ في الاسم وتاريخ الميلاد لولدها، فهو من مواليد 1/1/1996 ومسجل لديهم بتاريخ 15/10/1996، مما اضطرها للعودة الى ألمانيا.


 وبهذا الصدد، قالت الناشطة السورية ريما عبود، مديرة مكتب الرابطة السورية لحقوق اللاجئين في إيطاليا، إن ناشطين حقوقيين إيطاليين كتبوا مقالاً في إحدى الصحف الإيطالية بمدينة كاتانيا بعنوان "سيذهب للعدالة بتهمة الإرهاب، اللاجئ السوري وقد هرب قبل ولادة داعش"، مطالبين بتبرئته من تهمة الانتماء لتنظيم الدولة وعدم إحالته للقضاء.


 وناشدت والدة مراد عبر "اقتصاد" جميع المنظمات الدولية الإنسانية المعنية بحقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي التدخل لإطلاق سراح ولدها مراد، مشيرةً إلى أن ما تعرض له ولدها كان قاسٍ جداً ومؤلم عليها، أكثر من كل الآلام التي مرت بها في حياتها بسبب الظلم الذي تعرض له ولدها والمعاملة غير الإنسانية التي تعاملت بها السلطات الإيطالية معه.


ترك تعليق

التعليق