"حمى الطاقة" بين السوريين.. جدل تحت عنوان "البرمجة اللغوية العصبية"
- بواسطة مصطفى محمد- عينتاب - اقتصاد --
- 20 آب 2016 --
- 0 تعليقات
لربما يكون البحث في مصداقية هذا الكم الهائل من العلوم الناشئة التي تبحث في البرمجة الكونية اللغوية والعصبية و.. الطاقة، التي "يزعم" روادها بأنها علوم قائمة بحد ذاتها "مستحيل"، وليس سهلاً كما يبدو الوقوف على كثير من الأسرار التي تفتح شهية اللاجئين السوريين لتعاطيها.
وفي محاولة من "اقتصاد" للوقوف على جزء من الحقيقة ميدانياً، نجح الموقع بالتواصل مع إحدى الهيئات التي تضع إعلاناً، تعلن فيه عن مقاعد محدودة لدورات ودبلومات مأجورة تعنى في هذا المجال، وفشل في محاولات أخرى، لأسباب كثيرة من أهمها "تشكيك الهيئات بنوايا الإعلام"، كما أوضحت بعض الردود.
في بداية حديثه لـ"اقتصاد"، قدم الشيخ، هانيبال يوسف حرب، نفسه كمجدد لعلم، "العلاج بطاقات رقائق النور"، وبعلم "الزمرة النفسية الكشفية"، موضحاً: "هو علم قديم، لكن أعدنا صياغة قواعده بصياغة جديدة، وسجلت هذه القواعد في المملكة الأردنية، ومنها بدأت تدرس في الأكاديميات".
ورداً على سؤالنا عن فحوى هذه العلوم قال، "هو علم علاجي أثبت وجوده في الساحة العالمية، وله أتباع كثر في العالم، ويعتمد على الأسماء الحسنى، والآيات القرآنية، ونصوص السنة النبوية، لكن بخصوصية".
وعن تلك الخصوصية، أوضح حرب، الذي قدّم نفسه في الإعلان على أنه "علامة دمشقي"، قال، "لدينا نصوص قرآنية تبحث في العلاج العيسوي، وهي مأخوذة عن النبي عيسى عليه السلام، والعلاج الأيوبي عن النبي أيوب عليه السلام، والعلاج المحمدي المأخوذ عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وبالتالي هنالك أسرار موجودة أعدنا ترتيبها وصياغتها، وأجرينا عليها التجارب في المخابر الجامعية في جامعة دمشق في فترة التسعينيات، ونجحت حينها، والآن بدأنا بتدريس هذا العلم في مدينة مرسين في تركيا".
ويميز حرب بين علمه وبين البرمجة اللغوية العصبية، ويوضح أن الأخيرة ليست بعلم، لكنها عبارة عن نثرات من علم النفس والإدارة والتشخيص، مضيفاً: "لكن علم رقائق نور يعتمد على قوانين دقيقة".
ولدى الخوض في صحة الوثائق العلمية والشهادات التي تمنحها الهيئة، كان حرب واضحاً بأن الهيئة لا تمنح شهادات علمية، بقدر ما تمنح شهادات حرفية، إذ قال: "هذا النوع من العلوم يعتمد على التقنية، والشهادة تحصيل حاصل".
ويستطرد في حديثه ليذكر الحادثة التي جرت معه في أثناء محاولته توثيق علمه في الجامعات الغربية، حيث قال: "أثناء رحلة بحثنا عن توثيق هذا العلم، وصلنا للجامعات البريطانية، التي اعترفت بهذا العلم، لكن الاشكالية التي منعتنا من توثيق هذا العلم، كان يمر بقرار الجامعة القاضي بإدراج هذا العلم تحت تصنيف علم "اللاهوت"، وليس تحت بند علم الطب".
وتابع، "هم لا يعترفون بالعلم النوراني والروحاني، كما نعترف نحن الشرقيون به".
ورداً على الانتقادات التي توجه لهذا النوع من العلوم، استفاض حرب مطولاً بالقول: "منذ بداية مسيرتنا ونحن نعاني من المنتقدين، ونفرح من المعتقدين، لكن يجب التمييز بين علوم الطاقة وعلوم القدرة الإلهية"، مستدركاً: "لكن هذا لا ينفي وجود متسلقين على هذه العلوم".
وأردف: "الساحة مكتظة بالكذب والدجل وبالشعوذة والسحر، وكلها تحت عناوين الطاقة والبرمجة العصبية".
ومع التنويه بأنه ليس البحث عن حقيقة هذه العلوم هو التفصيل الذي يعنينا، بقدر ما يعنينا البحث عن جملة المسببات التي تدفع بالسوريين إلى تعاطي هذه العلوم، إلا أن ما ذكر سابقاً كان يقتضي المزيد من البحث في آراء خبراء بخصوصه.
ورداً على ما سبق، رفض الخبير بالتنمية البشرية، الدكتور رامي هندي، الاعتراف بعلوم البرمجة اللغوية والعصبية، مشيراً إلى أنها ليست أكثر من "ترهات"، لكنه بالمقابل لم ينكر وجود علوم تبحث في العلاج بالطاقة.
ولعل التفصيل الأبرز الذي يجب التوقف عنده، بحسب هندي، هو التكلفة المادية "الكبيرة" التي تتقاضاها الهيئات التي تعمل في هذا المجال، إذ تتقاضى بعضها مبالغ تصل لـ2000 دولار أمريكي عن الدورة الواحدة.
"حمى الطاقة"
يرى الباحث السوري، إياد زيادة، في مزاولة هذه العلوم من قبل السوريين، على أنها أشبه ما تكون بـ "حمى الطاقة"، مشيراً في حديث لـ"اقتصاد" إلى أن "كل جديد مرغوب"، واصفاً ما يجري بـ "الجاهلية العمياء".
وفي نفس السياق، يعزو اقتصاديون ذلك، إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها اللاجئ السوري، ومنهم الاقتصادي محمود عباس، الذي أوضح في هذا الجانب قائلاً، "المصاعب الاقتصادية التي تواجه اللاجئ السوري، وخصوصاً في تركيا، تدفعه لطرق كل الأبواب، أملاً في تحصيل عمل يضمن له ولعائلته شيئاً من الاستقرار".
التعليق