بالصور: مخيم الرقبان، سوريون على حدود الموت


يقع مخيم الرقبان ضمن الأراضي السورية بالقرب من الحدود الأردنية في منطقة الرويشد، ويمتد على مساحة تتجاوز 10 هكتارات في منطقة صحراوية غير ملائمة للحياة البشرية.


 وبحسب حسن بكفاني، مدير مكتب الرابطة السورية لحقوق اللاجئين في الأردن، في حديث له مع "اقتصاد"، أُنشئ المخيم قبل سنتين تقريباً، بعد منع السلطات الأردنية لآلاف السوريين من دخول أراضيها طلباً للجوء وهرباً من الحرب، الأمر الذي اضطرهم إلى إنشاء ذلك المخيم ليأويهم ويقيهم برد الشتاء وحر الصيف بعيداً عن جحيم طائرات النظام.


 وأضاف بكفاني أن الحكومة الأردنية كانت تقدم بعض المساعدات الإنسانية للمخيم إلا أنها أوقفت دخول أي نوع من المساعدات الإنسانية للمخيم بعد تعرض حدودها المحاذية له لعمل إرهابي أودى بحياة سبعة من حرس الحدود الأردنية، وهو ما فاقم من سوء أوضاع النازحين المقيمين في المخيم الذي يضم حوالي 37 ألف خيمة صنعت غالبيتها بشكل يدوي من القماش وأكياس القنب إضافة لبعض البيوت الطينية التي لا تقي حر الصيف ولا برودة الشتاء، في مثل هذه المنطقة الصحراوية.


 ويقدّر بكفاني عدد النازحين السوريين في المخيم بحوالي 135 ألف نازح ينتظرون دخولهم إلى الأردن طلباً للجوء إليه، لكن المملكة الأردنية أوقفت دخول اللاجئين السوريين إليها بعد تصريحها أكثر من مرة بأن زيادة أعداد اللاجئين السوريين داخل أراضيها أثقل كاهلها وزاد من أعبائها الاقتصادية.

 ونوّه بكفاني إلى أن النازحين السوريين في مخيم الرقبان يعيشون ظروفاً غير إنسانية في منطقة صحراوية نائية تبعد عن أقرب تجمع عمراني 250 كلم شرقي محافظة السويداء.

ويعاني نازحو المخيم من صعوبة الحصول على مياه الشرب ويستخدمون مياه آثنة غير صالحة للشرب مصدرها من المستنقعات والتجمعات المائية المكشوفة، وتنقل بأسعار غالية للنازحين في المخيم.


 (المياه الآثنة والقمامة في أرجاء المخيم)

 ويعتمد نازحو مخيم الرقبان في تنقلاتهم، على عربات بدائية تجرها الحيوانات.


 ويشكو النازحون داخل المخيم من ارتفاع أسعار السلع فيه وذلك بسبب صعوبة نقل البضائع إليه وعدم توفر الطرق الآمنة لوصول تلك البضائع.

 ومنذ أسبوعين قامت الحكومة الأردنية بإدخال بعض المساعدات الغذائية التي لم تكفي لسد جوع الآلاف حيث وزع لكل عائلتين أو ثلاث عائلات سلة غذائية واحدة.

 ووصف بكفاني الوضع الصحي في المخيم بالأسوأ، إذ يفتقر المخيم لأي من أشكال الرعاية الصحية، ولا يوجد في المخيم أي مشفى ميداني ولا أي عيادات، وهناك الكثير من الحالات المرضية بحاجة إلى متابعة وعناية وإجراء لعمليات جراحية وخصوصاً عمليات الولادة، مما تسبب بموت عدد من الأطفال المواليد لعدم وجود أي رعاية صحية في المخيم، عدا عن نقص الأدوية التي تدخل تهريباً إليه، ويتعرض المرضى غالب الأحيان إلى التسمم الدوائي جراء تناول الأدوية الفاسدة المعرضة لحرارة الشمس والمخزنة في ظروف غير مناسب، وتسبب تناول أدوية فاسدة بعدد من حالات الوفاة لنازحين في المخيم.

 وقال بكفاني إنه يوجد في المخيم حوالي 70 ألف طفل سوري محرومين من التعليم، ولا توجد أي مدرسة لتعليمهم في المخيم.

 كما لم يسلم النازحون داخله من إجرام طائرات النظام وحليفه الروسي فمنذ حوالي الشهر تعرض المخيم للقصف الجوي، قضى فيه عدد من النازحين وأصيب آخرون.

(نازح في المخيم بُترت قدمه بعد أن تعرض للإصابة في قصف لطائرات النظام ورفض الأردن السماح له بالدخول للعلاج)

 ودعا بكفاني جميع الجهات الدولية والأممية المهتمة بشؤون اللاجئين وحقوق الإنسان إلى التدخل بشكل عاجل لوضع حد لمأساة النازحين السوريين في مخيم الرقبان، مناشداً إياها عدم ترك هؤلاء لمصيرهم المجهول تحت نيران طائرات الأسد ولهيب الصحراء.

 كما وجه نداء للحكومة الأردنية بعدم تحميل هؤلاء النازحين الذين فروا من الموت والحرب مسؤولية "الاعتداءت الإرهابية" على الأردن، التي لا ذنب لهم فيها، متأملاً من الأردنيين أن يتدخلوا إنسانياً لإنقاذ آلاف الأرواح المحاصرة بين الموت والجوع والمرض في صحراء قاحلة لا تغطيها إلا السماء.


ترك تعليق

التعليق