الحكومة الألمانية تتبناها.. سوريّ في طريقه لإطلاق دورة للـ "الاندماج الشامل"


كشف المدرب الدولي، الدكتور رامي هندي، عن قرب توقيت انطلاق دورة "الاندماج الشامل" التي ستستهدف اللاجئين في ألمانيا، معتبراً أن دورات الاندماج التي تتبعها الحكومة الألمانية "بدون جدوى"، لكونها تقتصر على تعليم اللغة فقط.

وخلال مقابلة هاتفية مع "اقتصاد"، قال هندي، إن حالة الحرب والظروف النفسية التي تسيطر على من يعاصرها، واختلاف الجوانب السلوكية والثقافية للمجتمع الجديد، وتمايز أنماط الحياة الاستهلاكية، جميعها عوامل تحول دون اندماج اللاجئين في بلدانهم الجديدة.

وأضاف هندي، العضو في منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، "في الحالة الألمانية وبالرغم من الدورات الاندماجية التي تنظمها الحكومة في البلاد، نشاهد لاجئين يتمتعون بشهادات علمية عالية، بدون عمل، وليست لديهم مشاركة مجتمعية".

 وفي تقيمه للمشاريع الاقتصادية التي أسسها بعض اللاجئين السوريين في ألمانيا قال هندي، "للأسف كل المشاريع التي شاهدناها مشاريع تفتقر إلى التخطيط الاستراتيجي المستقبلي، وغالبيتها مشاريع اقتصادية بعيدة عن جوهر المؤسسات الاقتصادية"، وعزا ذلك إلى "غياب الاستراتيجيات والخطط السنوية والخمسية"، لكنه مع ذلك أشاد بتجارب بعضهم، وقال بهذا الصدد "لقد أوجدوا حقول عمل جديدة لم تكن معروفة لدى المجتمع الألماني".

وبالعودة إلى الحديث عن دورة الاندماج الشامل، أشار الهندي، مؤسس البرنامج، إلى تفاعل الحكومة الألمانية مع فكرته الجديدة وصولاً إلى تبنيها.

وحول برنامج الدورة، قال "سوف يتم في المرحلة الأولى تدريب مجموعة من المتدربين والمتدربات كفريق عمل، بالإضافة لفريق عمل ألماني مساعد لنا، في كل من ولايتي (دوسلدورف وميونخ)".

 واستطرد: "تستهدف هذه الدورة كافة الشرائح العملية والثقافية وغير الثقافية، وبالإضافة إلى تعليم اللغة، سيتم التركيز على بيئة الشخص ومستوياته الثقافية والمعرفية والعلمية ومعتقداته الدينية، مع المحافظة على الجانب الديني بشكله الصحيح".

 واستطرد الخبير بالتنمية البشرية، "تركز هذه الدورة المجانية التي تمتد على فترة تقارب الشهرين، على مجالات التنمية البشرية، والتنمية المستدامة، واللغة، والجوانب النفسية والسلوكية، وصولاً إلى الإدارة والقيادة".

 من جانب آخر، هاجم هندي المنظمات الربحية العاملة في تركيا، والتي تدعي أن عملها تطوعي، حيث قال "هذا المشروع بدأنا العمل به في تركيا، لكن بسبب مهاجمة المنظمات لمشروعنا والتضييق عليه، حتى وصلت الأمور إلى التهديد بالقتل، توقفنا عن العمل".

وأوضح، "نفذنا في الأكاديمية العلمية للتنمية البشرية في تركيا دورات مجانية في مجال التنمية البشرية، واللغة، وتعليم المهن، لكن هذا لم يرق لأصحاب المشاريع الربحية العاملة في هذا المجال".

 واختتم هندي حديثه لـ"اقتصاد" مقللاً من حجم هذه التهديدات، وقال "نحن بصدد تعميم مشروع دورات /الاندماج الشامل/ على تركيا، والسويد، كخطوة مستقبلية".

يذكر أن مفوضة الاندماج بالحكومة الألمانية، أيدن أوزوغوز، طلبت من حكومة بلادها مؤخراً، وضع مادة في الدستور تلزم الدولة بدمج اللاجئين، وبإنشاء وزارة مخصصة للاندماج.

 وتكشف مطالب أوزوغور، في رأي البعض، حجم الأزمة التي تعاني منها الحكومة الألمانية، بخصوص تعاملها مع اللاجئين.

ترك تعليق

التعليق

  • موفق ...
    2016-08-17
    إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك ؟ إن كل المؤسسات أو السلطات الثقافية و العلمية المختلفة التي تعمل على نشر المعرفة والعلوم لابد من أن لها مؤسسين . و هؤلاء المؤسسون ، مهما اختلفت توجهاتهم و آراءهم و مذاهبهم ، يصنّفون إلى ثلاثة أنواع : ـ النوع الذي يسوّق معارف و أفكار معيّنة لغايات مادية و تجارية . و هذا النوع يستند على أساس متين من الدعم المادي الكبير الذي يهبه حصانة قوية . و هذه الجهة التثقيفية تتبع خطّة تسويقية مدروسة بعناية بحيث لا يمكن اكتشاف نواياها الحقيقية لكنها بالتالي تصب في مصلحة المؤسسة التجارية التي تقف وراء هذا المشروع التثقيفي الموجّه . ـ النوع الأيديولوجي الذي هو عبارة عن واجه لجهات فكرية أو سياسية معيّنة . هذا النوع يعمل على تسويق الأفكار و المعتقدات التي ترغب الجهة الداعمة له بنشرها . و ممنوع أن يخرج عن المسار الفكري الذي يتبعه ، مهما كانت بعيدة عن الحقيقة ، و إلا فسوف يحرم من التمويل مباشرةً . ـ النوع الذي يريد نشر المعرفة من أجل المعرفة ، وهم لا يلتزمون بقواعد اللعبة حيث التملّق لجهات مالية أو فكرية أو سياسية .. هؤلاء محرومون من دعم أو حصانة أي جهة قوية تحميهم . و ربما هذا هو السبب الذي يجعل عمر مؤسساتهم قصير جداً لدرجة انه نادراً ما يتركون أثراً بارزاً في وجدان الشعوب . لأنهم بكل بساطة يبدؤون و هم ضعفاء و يخوضون المعركة و هم ضعفاء ، فيندحرون أمام أوّل مواجهة .. أو ربما الثانية .. و ينتهي بهم الأمر في مزبلة التاريخ .. مكسورين مدحورين .. منعوتين بأبشع التسميات الملفقة ضدهم من قبل المنتصرين الأقوياء . و بدلاً من أن يحصدوا الثناء و التقدير ، يحصدون العار و الهوان . هذه هي الحال دائماً مع هذا النوع .. و هكذا سيكون دائماً . أما السبب ، فهو بسيط جداً ، إنهم لم يلتزموا بالقاعدة الذهبية التي تقول المعرفة لم تكن أبداً مجانية .. إنها سلاح ... إنها وسيلة للمال .. للحكم .. للاستعباد .. المعرفة هي دائماً وسيلة في يد الأقوياء و ليس الحكماء موفق دكتور رامي