بين حلب ومنبج: اﻷكراد وسيط تداخل الجبهات والطرق التجارية


حفل اﻷسبوع الماضي بتطورات عسكرية أساسية في محافظة حلب، في حلب المدينة، وكذلك في مدينة منبج، حيث تمكنت قوات جيش الفتح من كسر الحصار الذي فرضته قوات النظام والميليشيات الشيعية وميليشيا لواء القدس الفلسطيني على مناطق حلب المحررة، كما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على منبج بعد اتفاق انسحب بموجبه تنظيم الدولة مما تبقى له من أحياء فيها إلى جرابلس، مع دخول القصف اﻷمريكي العنيف للمدينة شهره الثالث.

 هذه التطورات لم تعقد المشهد العسكري فقط، بل أفضت إلى زيادة التعقيد في اﻷوضاع الاقتصادية في المنطقة الجغرافية المتمثلة بحلب وريفها، تعقيد جاء لصالح المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية وحلفائها، لتستكمل هذه القوات بصورة واضحة إمساكها بالطرق التجارية العاملة والتي تشكل الشرايين المتبقية لتزويد مختلف المناطق السورية بالسلع التجارية والنفطية، في خطة باتت مكشوفة لتأمين موارد يومية طائلة من الرسوم التي تفرضها قوات PYD وقوات سوريا الديمقراطية على عبور الشاحنات بل واﻷفراد أيضاً.

 اﻷمريكيون يسيرون بخطى حثيثة لتدعيم قوة ونفوذ وامتداد سيطرة حلفائهم اﻷكراد بفرض حضورهم على الواقع الاقتصادي والتجاري بالتحديد، وفي المقابل يزداد التعقيد في جبهات القتال بين النظام وقوات المعارضة له، ولا سيما الفصائل اﻹسلامية، حيث تكمن مفارقة غريبة بنتيجة التطورات اﻷخيرة بينهما، متمثلة باعتماد كلا الطرفين إلى حد كبير على مناطق يسيطر عليها الطرف الكردي في تأمين احتياجات مناطقه من النفط والمواد الغذئية أو استمرار الموارد المالية الناشئة عن حركة عبور الشاحنات التجارية، أضف طبعاً إلى اعتماد المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة على طرق يسيطر عليها اﻷكراد منذ أشهر.

 وفي ظل وجود تنام مطرد في الحركة التجارية بين مناطق النظام والتنظيم، فإن تساؤلات تفرض نفسها حول مدى إمكانية الاستمرار بهذا الوضع المعقد وغير المسبوق في خريطة التبادل التجاري بين مختلف المناطق ذات السيطرات العسكرية المتقاتلة، وإلى أي مدى سيستمر اﻷكراد في فرض وجودهم الجغرافي واﻹثني والعسكري تحت مظلة القصف اﻷمريكي، أمام اﻷطراف الثلاثة اﻷخرى، الوجود الذي غدا بعد السيطرة على منبج وحرق وثائقها العقارية والمحكمة، واﻷلغام، مدعوماً بسيناريوهات مختلقة جديدة ونوعية ﻹيجاد المبررات الكافية لمنع من يشاؤون من العودة لمنازلهم، في ظل دعم إعلامي غير مباشر لهم من أطراف متعددة، بعضها يلتحف رايات ثورية ودينية أيضاً.

ترك تعليق

التعليق