كيف يعيش سكان آخر النواحي الخاضعة لتنظيم "الدولة" في ريف الحسكة الجنوبي؟



 شهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً وعدم استقرار في أسواق ناحية مركدة وقراها، الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" بريف الحسكة الجنوبي، وذلك نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار من 515 إلى 525 ليرة سورية، إلى جانب تخوف الأهالي من انقطاع المواد الغذائية الواصلة إلى المنطقة.

وأفاد الناشط الميداني ملاذ اليوسف، بقلة كميات المواد الغذائية المطروحة في سوق بلدة مركدة، آخر البلدات التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" بالحسكة، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، موضحاً أن سبب ذلك المناوشات شمال الناحية بين التنظيم وتحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، والتي قطعت الطرق المؤدية إلى مركز الحسكة من الناحية.

وقال اليوسف إن الأهالي يشتكون من نقص مادة الخبز، فالواصل منها إلى الناحية لا يغطي حاجة الناس، كون الفرن فيها متوقف لعدم توفر الطحين بالكميات الكافية، والخبز ينقل من دير الزور وتباع الربطة 8 أرغفة بسعر 250 ليرة سورية، ما دفع أهالي القرى للاعتماد على صناعة الخبز على التنور والصاج يدوياً.

 ويمنع تنظيم "الدولة" بيع لحم الفروج المثلج، ومعلبات المرتديلا، فيما السوق غالباً ما يكون خالياً من المتسوقين خوفاً من غارات طيران التحالف الدولي على مركز الناحية، إضافة لنزوح بعض الأهالي بعيداً عن مقرات التنظيم في قرية الفدغمي والزيانات، إلى مناطق آمنة أخرى في الناحية وبريف دير الزور، وفق الناشط.

وذكر الناشط أن الطحين يباع بسعر 200 ليرة سورية، والسكر بـ 625، والرز المصري بـ 675، والسمن النباتي بـ 850، والشاي بـ 3500، والبرغل بـ 350، وطبق البيض بـ 1350، مياه معلبة 1 لتر بـ 200، فروج بـ 1500، اللحم الأحمر بـ 2400، والعدس الأحمر بـ 600، والعدس الأسود بـ 375، والزيت النباتي بـ 850 ليرة سورية.

وأشار اليوسف إلى أن قلة فرص العمل وانقطاع التيار الكهربائي تزيد معاناة السكان، إلى جانب شح مياه الشرب، التي يشترونها من تجار المنطقة بسعر 400 ليرة سورية للبرميل 200 لتر، تنقل بالصهاريج من محطة ضخ الصبحة بدير الزور.

كما ارتفعت أسعار المحروقات، بسبب الحصار المفروض من قبل تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، على الناحية، ومنعه نقل النفط الخام وبيعه، بالإضافة لتخوف الأهالي من العمل بحراقات النفط (المصافي البدائية) نتيجة تكرار استهداف طيران التحالف لها، حسب الناشط.

ويباع المازوت المكرر أي الناتج عن تصفية بدائية بسعر يتراوح بين 75-80 ليرة سورية، فيما يباع البنزين المكرر بسعر 110 – 120 ليرة سورية، في حين لا يتوفر الغاز في الناحية نهائياً، رغم قربها من آبار الغاز في حقول جنوب الحسكة.

ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على ناحية "مركدة" وقراها في أقصى جنوب محافظة الحسكة، قرب الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، وهي آخر معاقله في الحسكة، بعد خسارته لناحيتي الشدادي والعريشة، شباط/فبراير الماضي، لصالح تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعوم أمريكياً.

ترك تعليق

التعليق