خبراء: مشروع غاز "السيل التركي" على أجندة لقاء أردوغان - بوتين المرتقب



يرى خبراء اقتصاديون، أن مشروع خط أنابيب نقل الغاز الذي يعرف باسم "السيل التركي"، سيكون أحد أهم المواضيع التي ستطرح للنقاش، خلال اللقاء المرتقب، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمر بوتين، في مدينة سانت بطرسبرغ (الروسية)، الثلاثاء المقبل 9 أغسطس/آب الجاري.

وأوضح نائب رئيس صندوق أمن الطاقة الوطني الروسي، "ألكسي غريفاتيش"، للأناضول، أن مشروع السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا (لنقله عبر الأراضي التركية إلى الدول المستهلكة جنوبي أوروبا)، له أهمية بالغة، مضيفاً أن "بعض السياسيين الأوروبيين ربما سيُعارضون المشروع، وهذ ليس مهماً، لأنه بإمكان أنقرة وموسكو أن تقوما بإنشاء البنية التحتية للمشروع عبر الاتفاقيات المتبادلة".

وأشار "غريفاتيش" أن مشاريع الطاقة الجديدة والكبيرة لها أهمية كبيرة في تطوير العلاقات بين تركيا وروسيا، مبيناً أن عقد اتفاقات بين حكومتي البلدين، وتوقيع بعض العقود التجارية كافية لقيام تركيا بتنفيذ إنشاء الخط الأول للمشروع وفق الخطة المرسومة.

من جهته قال مدير شركة أنكورا غاز التركية، "غوكهان ياردم"، للأناضول، إن "مشروع سيل التركي لنقل الغاز الطبيعي، سترسم ملامح العلاقات بين تركيا وروسيا للسنوات العشرين المقبلة"، مشيراً أن "تركيا ستستورد 4 مليارات متر مكعب إضافي من الغاز الروسي عند استكمال المشروع.

ولفت "ياردم" أن مشروع "السيل التركي" لن يؤثر سلباً على المشاريع الأخرى للغاز الطبيعي التي تُشارك بها تركيا، مثل مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تاناب)، لنقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، والمشاريع الأخرى المخطط لها مع إسرائيل، والإقليم الكردي شمالي العراق.

من جهته أشار رئيس قسم الاقتصاد في معهد الطاقة والتمويل الروسي، "مارسيل ساليكوف"، للأناضول، أن مشروع "السيل" سيكون أحد أهم المواضيع على أجندة اللقاء بين الرئيسين التركي والروسي، وأن المشروع سيُساهم بشكل كبير في تطبيع العلاقات بين البلدين.

وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، عن استئناف المحادثات مع تركيا مجدداً، حول مشروع خط أنابيب نقل الغاز الذي يعرف باسم "السيل التركي"، حيث قال "استئنفت المحادثات مع تركيا من أجل بناء خطين في إطار مشروع السيل التركي، ويخطط حاليا أن يكون أحدها لنقل الغاز إلى جنوب شرقي أوروبا".

وأعلنت روسيا، مطلع ديسمبر/كانون أول 2014، إلغاء مشروع خط أنابيب "السيل الجنوبي"، الذي كان يمر من تحت البحر الأسود عبر بلغاريا إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، وتخلت موسكو عن المشروع بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكاراً للمشروع من قبل شركة الغاز الروسية "غاز بروم".

وبدلاً منه، قررت روسيا مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا "السيل التركي"، ليصل إلى حدود اليونان، وإنشاء مجمع للغاز هناك، لتوريده فيما بعد لمستهلكي جنوبي أوروبا.

ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في شبكة "السيل التركي"، 63 مليار متر مكعب سنويًا، منها 47 مليار متر مكعب ستذهب للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي.

وشهدت المباحثات حول المشروع جمودا بعد توتر العلاقات بين روسيا وتركيا في نهاية العام الماضي، على خلفية حادثة إسقاط الطائرة الروسية.

وبدأت العلاقات بالعودة إلى طبيعتها بين موسكو وأنقرة، عقب إرسال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رسالة إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.

ترك تعليق

التعليق