كارثة إنسانية تواجه 1883 طفلاً رضيعاً نتيجة فقدان الحليب في الرستن المحاصرة


أطلّت مشكلة فقدان الحليب في مدينة الرستن، كبرى مدن ريف حمص المحاصر، من جديد، لتنذر بكارثة إنسانية تهدد حوالي 1883 طفلاً بمشاكل صحية ناجمة عن سوء التغذية.

 وأشارت مديرة مكتب الطفولة والأمومة في الرستن، مها أيوب، في تصريحات خاصة لـ"اقتصاد"، إلى أن هذه المشكلة بدأت منذ شهرين تقريباً بعد ازدياد وتيرة القصف بالطيران على المدينة مع ازدياد الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات النظام.

 وكان حليب الأطفال المجفف يُؤمن سابقاً من خلال "تجار الدم" بدفع أسعار مضاعفة لهم لإدخاله رغم الحصار حيث بلغ سعر علبة الحليب ما بين 3000 إلى 4000 ليرة في وقت لا يملك أغلب الأهالي ثمن ربطة خبز، مما شكّل عبئاً على الأهالي ومكتب الطفولة والأمومة، على حد سواء، وذلك حسب وصف مديرة المكتب.

ولفتت المصدر إلى أن المكتب كان يتولى تأمين المال والدعم لشراء الحليب لأطفال المدينة المحاصرين من خلال أفراد وجمعيات إغاثية في الخارج.

ويبلغ عدد الأطفال الذين هم في سن الرضاعة ومن هم موثقون بالاسم 1883 إلى 2000 طفل دون السنة والعدد بازدياد بمعدل 123 ولادة في الشهر مما يعني احتياج المكتب إلى ما يقارب 25 ألف دولار لتأمين الحليب المجاني لهم، ولم يعد بمقدور المكتب تأمين ليرة سورية من هذا المبلغ.

 وأشارت محدثتنا إلى إطلاق المكتب للعديد من نداءات الإستغاثة عبر شبكات التواصل الإجتماعي ولكن دون أن "نسمع سوى صدى أصواتنا"، حسب وصفها.

وقالت مديرة المكتب، "وكأن هناك اتفاقاً أممياً دولياً هلالياً أسدياً على تجويع أطفال الرستن، وخير شاهد أن قوافل الأمم المتحدة التي دخلت الرستن كانت خالية من أي علبة حليب".

 وأردفت محدثتنا: "حينما سألنا الموظفين المرافقين للقافلة عن السبب ادعوا أن لدى الأمم المتحدة سياسة بديلة عن الرضاعة رغم أنهم يعرفون حق المعرفة أن خوف الأمهات من القصف والطيران جعل الحليب يجف في صدورهن وبالتالي لا معنى لهذا التبرير".

وعن كيفية تدبر نساء الرستن لأمورهن في إرضاع الأطفال في ظل انقطاع الحليب المجفف، أوضحت أيوب أن "هناك معاناة شديدة تواجه هؤلاء الأمهات في تأمين بدائل للحليب المجفف، إذ يعتمدن أحياناً على حليب الأبقار وإن وُجد فسعره غالٍ ومرهق للأهل مادياً، وتقوم الأمهات بكسره بالماء بهدف التخفيف من كثافته ليناسب الطفل الرضيع ومع هذا هناك مشاكل تنشأ نتيجة هذا الأمر تضر بالطفل وصحته".
 
ولا تقتصر حاجة أطفال المدينة على الحليب وحده في ظل ما يعانيه الأهالي من فقدان لأبسط مستلزمات الحياة نتيجة الحصار-كما تؤكد مديرة مكتب الطفل والأمومة –، مشيرة إلى أن "هناك حاجة لتوفير الفوط والمواد الغذائية المتممة للنمو ومنها السيريلاك وزبدة اللوز والملابس والأدوية والألعاب".
 
وبدوره، أشار طبيب الأطفال، "أحمد البيروتي"، إلى أن لجوء الأمهات إلى الطرق البدائية في تغذية أطفالهن كالنشاء أو كسر حليب الأبقار أدى إلى شيوع حالات سوء التغذية والتهابات الأمعاء والإسهال لدى الأطفال، بسبب عدم وجود الطرق الصحية الصحيحة للتعوض عن حليب الأطفال، والجفاف الذي تعاني منه الأمهات بسبب الخوف والرعب اليومي وقلة التغذية.

ترك تعليق

التعليق