البحث عن وائل الحلقي


 اختفى رئيس الوزراء السابق، وائل الحلقي، من المشهد، كما لو أنه "فص ملح وداب"، ولم تعد تذكره حتى أقرب وسائل الإعلام التي عاشت خلال الفترة الماضية على خيراته بما فيها تلك التي كانت تنتقده وتدعو لمحاسبته.. فماذا حل بـ "وائل"..؟

 تقول مصادر مطلعة، إن الحلقي يقيم اليوم في أحد أحياء دمشق الراقية في بيوت أعدها النظام خصيصاً للخونة والمتعاملين معه، ممن انتهت صلاحياتهم، لكن يجب أن يبقوا تحت المراقبة والحراسة المشددة والمنع من السفر إلى خارج البلاد تحت أي ظرف..

وزيادة في التأكيد، أشار أحد المقربين من وائل الحلقي أنه وبسبب الحملة الإعلامية الشرسة التي شنتها وسائل إعلام النظام على حكومته خلال السنتين الأخيرتين وتحميلها كل تبعات الانهيار التي لحقت بالاقتصاد السوري، فإنه لا يستطيع الخروج من منزله والتجول دون مرافقة، بل يكاد لا يخرج إطلاقاً، بما يشبه الإقامة القهرية.. وحتى ضيوفه الذين يستقبلهم يخضعون للتدقيق في هوياتهم ومدة زياراتهم مهما بلغت صلتهم به.

 وبحسب هذا المصدر المقرب، فإن الحلقي تقدم للرئيس، قبيل مغادرته الحكومة، بطلب يعبر فيه عن رغبته بالعودة لممارسة الطب من خلال افتتاح مشفى في دمشق، إلا أنه لم يتلق أي رد على طلبه حتى الآن.

 أما فيما يخص أقارب ومعارف الحلقي، الذين توسط لهم للعمل في الجهات العامة، يردف المصدر أنهم بدأوا يتعرضون لمضايقات في عملهم.

 في تعليقه على هذه المعلومات، قال مصدر إعلامي يعمل لدى النظام في تصريح لـ "اقتصاد"، طالباً عدم الكشف عن اسمه، وهو كان من المقربين للحلقي، إنه كان يلمح مرارة لدى الحلقي في الأشهر الأخيرة، جراء انزعاجه من انتقادات وسائل الإعلام وبالذات في القطاع الخاص والتي وصل بها الأمر إلى حد الشتم والسخرية وانتهاك الأعراض..

وأضاف هذا المصدر وهو من المتعاطفين مع الثورة، أنه عندما اعترض، ابن وائل الحلقي، الدكتور محمد، في إحدى المرات، على هذه الشتائم، في منشور له على "فيسبوك"، واعتبرها مقصودة ومسيسة، قامت صفحات اللاذقية تحديداً بشن هجوم لاذع وأكثر قسوة، الأمر الذي دفع الحلقي للاستسلام في الرد وأحس بأن هناك شيئاً مقصوداً ضده.

 وعبّر هذا المصدر عن رأيه، بأن الحلقي لم يكن أكثر من شخص ضعيف قام النظام عبره، بتمرير الكثير من الاجراءات الاقتصادية التي عادت بالفائدة على أزلامه، لافتاً إلى أن الاقتصاد السوري في عهد الحلقي شهد أكبر خسارة له في تاريخه، تجاوزت الـ 70 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، بالاضافة إلى تدهور سعر صرف الليرة إلى أدنى مستوى في تاريخها.

 كما عرفت البلاد في عهد الحلقي أكبر هجرة في تاريخها باتجاه أوروبا، وذلك بدفع من الظروف الاقتصادية السيئة والأوضاع الأمنية بالدرجة الأولى، كون الهجرة في أغلبها كانت من مناطق سيطرة النظام.

 وختم المصدر بتهكم، "وبعد كل ذلك، تريد للحلقي أن يظهر من جديد للعلن وأن يمارس حياته العادية..؟!".

ترك تعليق

التعليق