أزمة خبز تهدد بانفجار جديد في الرستن


 تتجدد أزمة "الخبز" في ريف حمص الشمالي عموماً، وفي مدينة الرستن خصوصاً، المدينة التي تضم أكبر تكتل سكاني على امتداد الريف الحمصي، لكن الطامة الكبرى، "أزمة الخبز بعد شهر من حصاد القمح، وكيس الطحين في أدنى أسعاره"، كما قال محمد أيوب، مدير مكتب التواصل الخارجي التابع للمجلس المحلي، في تصريح خاص لـ "اقتصاد".

 نداء استغاثة وموارد معدومة

أطلق المجلس المحلي مؤخراً نداء استغاثة ناشد فيه الجمعيات والهيئات الإغاثية العاملة في المدينة بتقديم الدعم لرغيف الخبز الدي يعد من أهم متطلبات الشعب في ظل واقع اقتصادي مرير.



 ويعتمد دعم الخبز على الدعم الخارجي بشكل كامل، كما أوضح محمد شمير، مدير مكتب الإغاثة في المدينة.

 وقال شمير في حديث خاص لـ"اقتصاد": "من المحال تقديم رغيف الخبز بلا دعم خارجي بسبب عدم وجود موارد مالية محلية يمكن الاعتماد عليها".

 ونظراً للكتلة السكانية الكبيرة التي تقطن المدينة والتي تتجاوز 13.200 عائلة من سكان المدينة الأصلين و 2.800 عائلة من النازحين، تجاوزت تكلفة الخبزة الواحدة 16.000 دولار أميركي مما جعل تأمين مبلغ كافي لخبزة واحدة أمر في غاية الصعوبة، كما قال شمير.

 وبعد انقطاع الخبز لمدة تجاوزت الـ 8 أيام، قام مكتب الإغاثة بالاستدانة من شعبة الهلال الأحمر في المدينة للقيام بخبزة إسعافية لتجنب انفجار الشارع كما حصل في أواخر عام 2015 حيث انفجر الشارع بمظاهرات عارمة أدت إلى استقالة المجلس وتدمير بعض الجمعيات وسرقة محتوياتها بعد انقطاع للخبز دام أكثر من 22 يوماً على التوالي.


  واقع اقتصادي متردٍ

 كل ذلك في ظل واقع اقتصادي سيء يعيشه السكان في مدينة الرستن بسبب انتشار البطالة وقلة دخل السواد الأعظم، حيث لا يتجاوز دخل العائلة الـ 50 دولار أميركي شهرياً.

 أبو اسماعيل من سكان مدينة الرستن، قال لـ "اقتصاد": "أحتاج إلى ربطة خبز كل يوم لإطعام أطفالي وثمن الربطة الواحد 250 ليرة ودخلي اليومي لا يتجاوز الـ 200 ليرة".


  خطة تقشف

 يسعى المجلس المحلي، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، لتقديم الخبز المدعوم للفقراء فقط، وتقديمه بسعر التكلفة إلى ميسوري الحال.

يعرب الدالي، رئيس المكتب الإعلامي للمجلس، قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "نسعى لتأمين الخبز بسعر التكلفة لميسوري الحال وأسر الموظفين أصحاب الدخل غير المتجانس مع طبيعة مجتمعنا الاقتصادية، من الموظفين في دوائر النظام والثورة، ويستثنى أيضاً من سوى وضعه في معبر كراج السلام على أطراف قرية الدار الكبيرة, وسوف يستفيد من الخبز المدعوم أسر الفقراء فقط، وبذلك تصبح تكاليف الخبزة الواحد أقل نسبياً، ويصبح من الأسهل تأمينها".


 تحتاج مدينة الرستن إلى 27.000 ربطة توزع على 105 مراكز بعدد مستفيدين يناهز الـ 80.000 مواطن.

معضلة الخبز هي الرقم الصعب الذي يواجه المجالس المحلية المتعاقبة والجمعيات والمنظمات الإغاثية في المنطقة، بسبب الحصار المفروض، وإحجام المنظمات ذات الشأن عن تقديم الطحين بسبب استحالة وصول المواد العينية إلى الريف المحاصر منذ 5 سنوات.

ترك تعليق

التعليق