اقتصاديون: العد التنازلي لتحفيز الاستثمار السوري في تركيا بدأ مع فشل الانقلاب



أثارت مظاهر التلاحم السوري التركي، الذي ظهر جلياً في  ساحات وشوارع المدن التركية، غداة الدعوة التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 15 تموز لمواجهة محاولة الانقلاب، موجة من الارتياح في أوساط المستثمرين السوريين.

فمن جهته، رحب نائب رئيس مجلس إدارة المنتدى الاقتصادي السوري، تمام بارودي، بالتلاحم التركي السوري الذي ظهر في مشاركة طيف واسع من السوريين في الوقفات الاحتفالية بفشل الانقلاب على السلطة، معتبراً أن ما جرى "فاتحة لتحفيز الاستثمارات السورية في تركيا".

وأشار بارودي في تصريحات لـ"اقتصاد"، إلى أن "المطلوب اليوم دراسة المقترحات التي كانت تعيق من زيادة انفتاح القوانين التركية أمام الاستثمارات العربية منها، والسورية على وجه الخصوص".

ورجح المسؤول في المنتدى الاقتصادي السوري، أن تسعى تركيا لجلب المزيد من الاستثمارات السورية على أراضيها، وذلك لتعويض الخسارات "الكبيرة" التي تكبدها اقتصادها، وعلى عكس بعض الآراء الاقتصادية التي عبّرت عن تخوفها من ارتدادات المحاولة الانقلابية الفاشلة على حياة السوريين في تركيا، قال بارودي "لا يوجد مبرر للخوف نهائياً، وما جرى جعلنا نشعر بأننا شعب واحد".

ومن المنتظر بحسب بارودي، أن تسرّع الحكومة التركية من استجابتها للمطالب السورية، وأوضح بهذا الشأن، "ننتظر حل مشاكل التأشيرة للسوريين، والاقامة المتوقفة، والأهم من ذلك كله هو تفعيل قانون الجنسية للسوريين، وخصوصاً للصناعيين والتجار ولرجال الأعمال".

من جهته، أعرب تاجر العقارات السوري، سهيل عيد، عن ارتياحه المطلق لما أفضت إليه محاولة الانقلاب الفاشلة من نتائج إيجابية على السوريين في تركيا، مشدداً على أن الأيام القليلة المقبلة ستكون، "حبلى بالقرارات التي ستصب في مصلحة السوريين".

وفي الوقت الذي نقل فيه عيد مخاوف لا زالت قائمة لدى بعض المستثمرين السوريين، وهو ما انعكس ركوداً في سوق العقارات، أكد خلال حديث خاص بـ"اقتصاد" أنها، "مخاوف آنية لحين استتاب الأمن"، على حد تقديره.

وأوضح التاجر العقاري في مدينة عينتاب، "كان المستثمر السوري يخشى من تسلم المعارضة للحكم في تركيا خوفاً على مستقبل أمواله، لكن وقوف أحزاب المعارضة إلى جانب حزب العدالة في خندق واحد ضد الانقلاب، أعطى للجالية السورية رسائل جيدة بددت من حجم المخاوف المستقبلية".

يشار إلى أنه وبحسب إحصائية أوردها موقع "ترك برس" الإلكتروني، في آذار الماضي، فقد أدخل المستثمرون السوريون حوالي 10 مليارات دولار إلى تركيا خلال ستة أعوام، ووصل عدد الشركات السورية المرخصة في تركيا إلى حوالي أربعة آلاف شركة، برأس مال يقدر بـ220 مليون دولار أمريكي.

ترك تعليق

التعليق