شرق حلب.. "المحلي" يهدد التجار باستخدام القوة، والبندورة تُضاف إلى قائمة المفقودات

 في ظل ما تعانيه الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب من حالة شبه حصار تفرضها قوات النظام، تشهد أسعار الخضار ارتفاعاً جنونياً، بينما غابت بعض الأصناف نهائياً عن بعض أسواق المدينة.

 وجاء في تصريح لرئيسة جمعية نساء سوريا، هناء قصاب، أن الغلاء أحكم على أسعار كافة السلع الغذائية، وخصوصاً الخضروات منها، في كل من أحياء المشهد وصلاح الدين وسيف الدولة.

وخلال حديثها الخاص بـ"اقتصاد"، أبدت قصاب تذمرها من غياب مادة البندورة عن الأسواق، مشيرة إلى أن سعر الكيلو الواحد منها يصل لحوالي 600 ليرة إن وجد، بينما سجل سعر الفليفلة الخضراء 1000 ليرة للكيلو الواحد.

ونظراً لغياب الرقابة التموينية عن الأسواق في المدينة، فقد تفاوتت أسعار الخضروات بين حي وآخر، فبينما سجل سعر كيلو الكوسا 300 ليرة في حي طريق الباب، وصل سعره في حي المشهد إلى 500 ليرة.

مقابل ذلك، أشاد المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي لمدينة حلب، بشر حاوي، بالجهود التي تبذل من قبل المؤسسات المدنية والفصائل العسكرية، الرامية إلى ضبط الأسعار في أسواق المدينة، مبينّاً أن قطع النظام لطريق الكاستلو ولو نسبياً، تسبب بأزمة كبيرة لحوالي 400 ألف مدني يعيشون في الأحياء الشرقية.

وكشف حاوي عن اجتماع المجلس المحلي بتجار مدينة حلب المحررة مؤخراً، تم الطلب فيه منهم بأن يضعوا حداً لمساهمة الاحتكار برفع الأسعار، لافتاً إلى تلويح المجلس بالتعاون مع بعض الفصائل العسكرية المتواجدة في المدينة، باستخدام القوة ضد التجار غير الملتزمين في حال لم يلتزموا كيفياً.

 وأكد حاوي تشكيل المجلس للجنة رقابية مؤلفة من قرابة 50 موظفاً، مهمتها مراقبة حركة الأسواق، وتنظيم محاضر بالمخالفات، ليتم إحالتهم إلى المحكمة، ومنها إلى الجهة التنفيذية التي تم وضعها تحت تصرف المجلس المحلي.

 واستطرد حاوي: "لكن هذا لا يعني أن الارتفاع في الأسعار غير موجود"، واستطرد: "الخطوات السابقة مخصصة لمحاربة الغلاء الفاحش فقط، أما الغلاء فهو طبيعي بالنظر إلى ندرة المواد الغذائية التي تدخل المدينة".

وبالرغم من دخول عدد محدود من الشاحنات المحملة بالخضار وبالمواد الغذائية إلى المدينة، اعتبر حاوي أن كمية المواد التي تدخل المدينة لا تكفي إلا لسد حوالي 5% من الحاجة الفعلية لسكان المدينة.

وعن كيفية دخول هذه المواد إلى المدينة أوضح حاوي لـ"اقتصاد"، أن بعض الشاحنات يتم ادخالها في أوقات محددة من معبر الكاستلو، مشيراً إلى حالة من الخطورة العالية التي تصاحب ادخال هذه الشاحنات.

وختم حاوي مقللاً من شأن بعض الدعوات التي تدعو السكان المحليين إلى الاعتماد على الزراعة المحلية، أسوة بمناطق سورية أخرى تتعرض للحصار، وقال بهذا الصدد، "إن مدينة حلب هي مدينة غير زراعية، ولا تتوفر فيها المساحات الخضراء، فضلاً عن غياب الخبرة الزراعية لدى الأهالي".

ترك تعليق

التعليق