في الرستن.. الأهالي يعيدون تدوير منازلهم


 في ظل الحصار المفروض على ريف حمص الشمالي منذ أكثر من أربع سنوات، كان ولا يزال إدخال مواد البناء شبه مستحيل، وذلك بسبب صعوبة تفتيشه على المعابر وحواجز النظام، فشكلت مواد البناء أكبر تحدٍ لسكان المنطقة مما دفعهم لإعادة إنتاج بيوتهم المدمرة جراء القصف، باستخدام الكسارات نصف الآلية.

 حيث أمنت منتجات الكسارات المواد اللازمة لترميم وتشييد المنازل بعد فقدانها بشكل شبه نهائي قبل ظهور الكسارات.

معامل البلوك

 يقول أبو سامر، صاحب أحد معامل البلوك في مدينة الرستن لـ "اقتصاد"، "توقف معملي عن العمل بسبب فقدان البحص والرمل الداخل في عملية إنتاج البلوك لكن الحياة عادت إليه بعد استحداث الكسارات، حيث أمنت البحص والرمل اللازم لإنتاج البلوك".

 لكن ارتفاع أسعار البحص والرمل وغلاء الاسمنت انعكس على سعر قطعة البلوك حيث تجاوز سعرها الـ 100 في بعض الأحيان.

 من جانبه، قال مهندس مدني من مدينة الرستن لـ "اقتصاد"، "الحصار دفع أهالي المنطقة إلى استخدام منجات الكسارات في تشييد المنازل الجديدة وترميم القديمة، لكن هذه المنجات لا تصلح لتشييد القواعد الأساسية، وإنما تصلح للترميم فقط من الناحية الفنية".

 مكسر الحجارة

أمنت الكسارات فرص عمل للشباب ذوي البنى الجسمية القوية، أبو سماعيل، يخرج وأولاده متجهاً إلى مدينة الرستن، لترحيل بعض الأنقاض إلى الكسارة المتعاقد معها، التي تقوم بدورها بإنتاج البحص والرمل المستخدم في تشييد المنازل وترميمها.

 قرار بوقف الترحيل بعد انتشار الكسارات على نطاق واسع

تغيرت ملامح مدينة الرستن، فبعد قصف المنزل بأيام قليلة، تضمن الكسارة المنزل المدمر مقابل مبلغ متفق عليه مع صاحب المنزل، وخلال أسبوع يتم ترحيل المنزل واختفائه من المدينة، مما دفع المحكمة الشرعية في الرستن إلى استصدار قرار يمنع ترحيل المنازل المدمرة إلا بموافقة خطية من المحكمة.

أبو فؤاد، أحد العاملين في المحكمة قال لـ "اقتصاد"، "إن نسبة 60% من سكان المدينة لا يملكون إثباتات ملكية مما يهدد بضياع حقوقهم في حال اختفاء منازلهم".

ترك تعليق

التعليق