البكالوريا السورية لعام 2016.. مدرس يقدم الامتحان بدل "الطالب"


تفاءلت الأوساط التربوية بتصريح وزير تربية النظام، هزوان الوز، قبيل انطلاق امتحانات الثانوية العامة، بأن هناك إجراءات صارمة وجديدة للمراقبة، ونتيجة لذلك أصبح الطلاب على ترقب من تلك الإجراءات، ولكن مع انطلاق امتحانات المادة الأولى، الفيزياء للفرع العلمي، والفلسفة للفرع الأدبي، تبين أن هناك انفلات شديد سبق السنوات السابقة، إذ كان الغش سابقاً مقتصراً على الموبايل والمصغرات التي يحملها الطلاب معهم إلى قاعات الامتحانات، إلا أن هذه السنة تميزت بتسريب الأسئلة وانتشارها على نطاق واسع، بدءاً من الساعة السابعة صباحاً، حتى أن طالباً ذكر بأن مدير مركزه خرج ليجمع الطلاب من الطريق بعد مرور ربع ساعة على بدء امتحان مادة الفيزياء، كون الطلاب كانوا منهمكين بحل الأسئلة وكتاباتها على مسودات.

 وأمام هذا الانفلات الشديد، وقع بعض الطلبة ضحية عملية احتيال، ففي ليلة مادة العربي انتشرت أسئلة على أنها مسربة، واصبحت تباع النسخة بألف ليرة سورية، ومع بزوغ الصباح وانتشار الأسئلة الوزارية تبين أنها غير صحيحة.

 أما البعض الآخر من الطلبة، فقد تعاقد مع إحدى المكتبات المتحالفة مع القوى الأمنية، الذين شكلوا شبكة لحل الأسئلة وبيعها وإيصالها للطالب عبر النت أو قصاصات بقيمة 5 آلاف ليرة سورية للمادة الواحدة.

 ومع انقطاع النت وتعذر إيصال الأسئلة عبر برنامج واتس آب، قام شبيحة بلدة قمحانة، قرب حماه، بنصب جهاز بث شبكة فوق مركز "ذات النطاقين"، كي ينقلوا الحل لبنات قريتهم.

وفي لقاء مع الطالبة نورا، ذكرت بأن طالبة في مركزها دفعت مبلغ 75 ألف ليرة سورية لقاء تأمين دفتر امتحاني محلول بعد تعذر وصول الحل عبر الأساليب الأخرى.

 وفي خضم التسيب الامتحاني الكبير، أفادت السيدة سعاد، بأن الأهل لم يعد يفكرون في صرف مبالغ طائلة على الدروس الخصوصي، والتي تصل إلى ما يفوق نصف مليون ليرة سورية، والاكتفاء بدفع 50 ألف على المواد كلها في فترة الامتحان.

 وتأكيداً على ذلك، قال الأستاذ عاصم في تصريح لـ "اقتصاد"، إن أحد طلابه لم يعد يحضر جلسات الخصوصي، إيماناً منه أن هذه المبالغ يمكن إنفاقها في الامتحانات المقبلة على شراء الأسئلة دون أي عناء في الدراسة.

والذي زاد الطين بلة، أن رموز الفساد والتشبيح في مدينة حماه، تقدموا للامتحانات، أمثال طلال دقاق، وعلي شلة، والشيخ النعيمي. وقد خصصت لهم مراكز خاصة، أمثال، مركز عثمان الحوراني، ومركز ابن خلدون، حتى أن أحدهم لم يحضر الامتحان، وإنما كان مدرس يحضر عنه بكل مادة.

وبعد هذه المشاهدات يتبين أن الثانوية العامة السورية أصبحت في مهب الريح، من إفساد للعلم والطلبة، وبذلك يتم إفساد جيل مقبل، وتحطيم القيم والمبادئ الأسرية والتربوية، وهنا نكون على شفا هاوية إن لم نكن سقطنا بتلك الهاوية.


ترك تعليق

التعليق