تهريب المهاجرين من مصر.. صناعة سرية للغاية وفعالة جداً

في ظل كفاح الاتحاد الأوروبي من أجل اغلاق طريق الهجرة إلى القارة، يتحول الباحثون عن ملاذ أو عمل في أوروبا إلى طريق أطول مسافة وأكثر تكلفة.

وينطلق كثير من السوريين، ومن جنسيات أخرى أيضا، من مصر على متن قوارب أكبر في رحلة بحرية تصل مدتها 10 أيام متجهين إلى إيطاليا، مع قيام الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وخفر السواحل التركي بتشديد الرقابة في بحر ايجه.

ويعد الساحل القريب من مدينة الإسكندرية الساحلية نقطة انطلاق مفضلة.

وأصبحت المشكلة خطيرة جدا ويسعى الاتحاد الأوروبي للحديث مع السلطات المصرية لرؤية ما الذي يمكن القيام به حيالها.

وتقول وكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس) إن حوالي 19 ألف مهاجرا وصلوا إلى إيطاليا الشهر الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى "العدد المتزايد للأشخاص الذين يغادرون من مصر".

وقال نائب مدير دائرة الهجرة والشؤون الداخلية للمفوضية الأوروبية، أوليفييه أونيدي، لأعضاء البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع إن هناك حاجة لإجراء محادثات مع مصر "في محاولة لفهم سبب حدوث ذلك".

ووافقا للخبراء، يقوم بعض المهاجرين، الكثير منهم سوريون، بدفع ما يصل إلى خمسة آلاف دولار من أجل مغادرة مصر على متن السفن. وتلتقي هذه السفن بقوارب أصغر جنوب إيطاليا تكون آتية من ليبيا ثم تتوجه إلى السواحل الإيطالية حيث يتم نقل الركاب.

ويعتقد أن بعض أفراد الشرطة المصرية يعملون مع المهربين.

وقالت تيوزداي ريتانو، من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، إن طريق الهجرة المصري هو "نقطة انطلاق ترتقي لدرجة رجال الأعمال".

أضافت "في حين أن الأشخاص يدفعون من ألف إلى ألف وخمسمائة دولار للمغادرة من ليبيا، فإن هناك آخرين يدفعون من ثلاثة إلى خمسة آلاف دولار للمغادرة من مصر ويمكنك أن تستقل فئة مختلفة تماما في هذه الرحلة".

وتستغرق الرحلة إلى الغرب أكثر من أسبوع. ويتم تخزين الطعام والمياه على متن القوارب في حين يكون لكل قارب طاقمه الأصلي.

وخلافا للمعابر المحفوفة بالخطر التي تنطلق من ليبيا، لا يتم الإبلاغ إلا عن عدد قليل من حوادث الاعتداء على المهاجرين.

والطريق ليس جديدا - فهو يستخدم منذ عام 2011 - لكن نظرا لطريقة عمل المهربين وعملية النقل التي تحدث في البحر، فيكاد من المستحيل الكشف عن هذه العمليات.

ومن غير المحتمل أن تكون أي محادثات بين الاتحاد الأوروبي والمسؤولين المصريين سهلة.

وتأتي هذا العملية حتى في الوقت الذي تكثف فيه الكتلة المكونة من 28 دولة من مساعداتها المالية للبلاد في إطار برنامج شراكة الهجرة الذي يقوم الاتحاد الأوروبي بتطويره مع العديد من البلدان، معظمها في أفريقيا.

وقالت ريتانو "إن الخروج من مصر هي صناعة سرية للغاية وفعالة جدا وفاسدة بشدة وتتم في كل الأوقات. وفي الحقيقة هي صناعة مسيطر عليها سيطرة كاملة، وهي عملية منظمة جدا جدا".

وهي أيضا عملية مختلفة عن الفكرة القديمة. فوفقا لوكالة (فرونتكس)، اعتادت شبكات التهريب في مصر استخدام قوارب الصيد الصغيرة لكنها تحولت في السنوات القليلة الماضية إلى أسلوب "السفينة الأم" التي تسحب خلفها سلاسل من قوارب الصيد.

ولدى مغادرتهم مصر، يخبأ المهاجرون في السفينة الأم. وبمجرد الاقتراب من الشاطئ الإيطالي، يتم نقلهم إلى قوارب الصيد في حين تعود السفينة الأم إلى الميناء.

إنها طريقة عمل تجعل من الصعب تتبع المكان الذي يأتي منه المهاجرون ومن الذي قام بتهريبهم.

ترك تعليق

التعليق