فرحة حصاد "الذهب الأصفر" في ريف حمص تبددها الحرائق وقذائف النظام


ينتظر الفلاحون السوريون بداية حزيران من كل عام، حيث تصبح سنابل القمح ناضجة، وتتلألأ حباتها الذهبية في مشهد فرح للمزارع، الذي ينتظر حصاد محصوله من "الذهب الأصفر" بعد 6 أشهر من التعب المتواصل..


ولكن هذه الفرحة، تمتزج بمشاعر من القلق والخوف والرعب لدى الفلاح بريف حمص الشمالي المحاصر حيث حقول القمح والشعير، والتي تعد مصدر رزق أساسي لحوالي 50% من المحاصرين بالريف الشمالي، مهددة بالزوال في أي لحظة بسبب قصف النظام المتواصل، إضافة إلى المصاعب التي يواجهها الفلاح المحاصر في تسويق محصوله، ما يجعل الزراعة غير مربحة اقتصادياً بسبب ارتفاع أسعار المسلتزمات الزراعية المطلوبة.


من أخصب الأراضي

وتعد الأراضي الزراعية بريف حمص الشمالي، من أخصب الأراضي الزراعية في سوريا، حيث ينهمك المزارعون في مدن وقرى الريف الشمالي في مثل هذا التوقيت من كل عام في حصاد محصولي القمح والشعير.


صفوان القاسم - مهندس زراعي من قرية "غجر الأمير"- يقول ﻟ "اقتصاد": "عملية حصاد 100 دونم من القمح والشعير على حصادة آلية، كانت تتم خلال5 ساعات، أما الآن فهذه المساحة تحتاج 5 أيام وإلى 10 عمال"، مشيراً إلى أن سعر حصاد الدونم الواحد يدوياً يتراوح ما بين (3000 - 3500 ل.س)، وأن سبب غياب الحصادة الحديثة عن 90% من حقول القمح بالريف الشمالي، يعود لعدة أسباب أهمها سهولة استهدافها من قبل حواجز النظام، وثانيها قلة قطع التبديل للحصادات الآلية، وثالثها كثرة القنابل العنقودية والقذائف غير المتفجرة بالأراضي الزراعية، منوهاً بأن إحدى الحصادات الآلية في مدينة كفرلاها (الحولة)، ساهمت بإحداث حريق كبير، بسبب انفجار قنبلة عنقودية أثناء عملية الحصاد، لذلك قرر معظم الفلاحين العودة إلى الحصاد اليدوي حفاظاً على سلامتهم، وسلامة محصولهم الذي ينتظرونه طوال العام.


30 ألف طن
 
تقدر المساحات المزروعة قمحاً وشعيراً في ريف حمص الشمالي للموسم الحالي بـ60 ألف دونم، يتوقع أن تنتج نحو 30 ألف طن.


ويضيف "القاسم" أن إنتاج الريف الشمالي من القمح لا يكفي السكان المحاصرين إلا 6 أشهر فقط باعتبار نصف المساحات الزراعية المخصصة للقمح غير مستثمرة حالياً، بسبب قربها من حواجز النظام.

من جانب آخر، علم موقع "اقتصاد"، أن مركز برنامج الأمن الغذائي (قمح)، التابع للحكومة السورية المؤقتة، أعلن قبل أيام عن استلام محصول القمح بريف حمص اعتباراً من 4/6/2016، بسعر 315 دولار للطن الواحد.


"الحصاد اليدوي"

كما قلنا قبل قليل، بأن غياب الحصادات الآلية بشكل شبه كامل هذا العام، دفع أصحاب الأراضي الزارعية للاستعانة باليد العاملة، والعمل ليلاً ونهاراً للانتهاء من عملية جني المحصول قبل قدوم شهر رمضان المبارك، حيث تصعب فيه الأعمال المجهدة كالحصاد.


أبو حسام - صاحب ورشة للحصاد اليدوي من قرية "طلف" بريف حماة الجنوبي-، يروي لـ "اقتصاد"، رحلة الحصاد قائلاً: "أتعهد حصاد وجمع دونم القمح والشعير بـ 3500 ليرة سورية"، مضيفاً بأن "الحواصيد" يأتون إلى العمل من الساعة الخامسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، إضافة لفترة مسائية.

 ويتابع: "حواجز النظام محيطة بنا من ثلاث جهات، وهناك حاجز لا يبعد عنا سوى واحد كيلو متر، ونضطر في كثير من الأيام للهرب من الحقل جراء الرصاص والقذائف التي تنهال علينا".
 

ترك تعليق

التعليق