مؤتمر حماية الآثار السورية يختتم أعماله في برلين.. و"اليونسكو" ستتعامل مع المعارضة
- بواسطة مصطفى محمد- عينتاب - اقتصاد --
- 05 حزيران 2016 --
- 0 تعليقات
اختتمت في برلين أمس السبت، أعمال مؤتمر حماية الآثار السورية، الذي رعته وزارة الخارجية الألمانية بالتعاون مع منظمة "اليونسكو" والمعهد الألماني للآثار، بهدف بحث سبل حماية وترميم المواقع الأثرية المتضررة في سوريا، وبحضور حوالي200 خبير أثري دولي.
وقال خبير الآثار السوري، الدكتور أنس المقداد، إن المؤتمر الذي استمر يومين شهد سابقة هي الأولى من نوعها، تمثلت بموافقة "اليونسكو" على التعامل مع كل الأطراف السورية بهدف حماية المواقع الأثرية، وخصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأوضح المقداد الباحث في جامعة "السوربون" الفرنسية، خلال تصريحات لـ "اقتصاد" من العاصمة الألمانية "برلين" مكان عقد المؤتمر، "طوال الفترة السابقة كان تعاون "اليونسكو" محصوراً مع النظام"، واستطرد: "خلال المؤتمر الحالي شهدنا تجاوباً وتعاوناً من اليونسكو مع العاملين بمجال حماية الآثار في المناطق المحررة"، مشيراً إلى خروج المؤتمر بمقررات وصفها بـأنها "غاية في الأهمية"، على رأسها مشروع حماية وإعادة توثيق القطع الأثرية في متحف مدينة إدلب.
وبحسب المقداد، العميد السابق لكيلة الآثار في جامعة حلب، فإن الفريق المكلف سيتواصل مع العاملين في متحف إدلب ومتحف معرة النعمان، وفور رصد الميزانية المخصصة سيبدأ العمل، وأوضح "سيتم تغليف القطع الأثرية بعد تفريغها من الصناديق، ومن ثم توثيقها".
وبالإضافة إلى وضع خطة مستقبلية لترميم الآثار السورية المتضررة، تم الاتفاق على تدريب "اليونسكو" للكوادر السورية العاملة في المجال الأثري، وأضاف المقداد: "لقد طالب المؤتمر أيضاً من دول الجوار السوري، تشديد رقابتها على تجارة الآثار السورية غير المشروعة".
ورفض المقداد، الخبير الدولي بالآثار الكلاسيكية (الرومانية والبيزنطية)، تقدير حجم تجارة الآثار السورية بالمال، وقال بهذا الشأن "نحن بصدد الحديث عن تاريخ سوريا، وهذا التاريخ لا يقاس بالعملة"، مضيفاً "الأعداء يتمسكون بقطعة فخار ليثبتوا بها أن لهم وجوداً تاريخياً في الأرض، بخلاف مافيات الآثار، التي تبيع تاريخ بلدها".
وعندما سئل المقداد عن وجود دلائل تثبت تورط إيران حليفة النظام، بتجارة وتهريب الآثار السورية قال: "إن إيران متورطة بقتل الإنسان السوري، هذا الإنسان الذي يحمل العادات والإرث، بالتالي قتل الإنسان السوري، هو قتل للتراث والتاريخ السوري"، واستطرد: "لكن هذا لا يعني أن إيران غير متورطة بشكل مباشر، فشراكتها إلى جانب النظام المتاجر الأول بالآثار شراكة معلنة"، كما قال.
في موازرة ذلك لفت المقداد إلى ضرورة التوعية المجتمعية، والتشديد على منع حركة البناء العشوائي، وخصوصاً في المدن القديمة، خلال مرحلة إعادة الإعمار، وأوضح: "النسيج العمراني القديم الذي تهدم، وخصوصاً في حلب القديمة بحاجة إلى إعادة ترميم، قبل الحديث عن إعادة إعمار وخصوصاً إن كانت عشوائية، فهي ستخلق فوضى عمرانية".
التعليق