قرار بممر آمن للمدنيين.. وأسواق ريف درعا الغربي تنتعش مجدداً بعد دخول البضائع إليها
- بواسطة عمر الشيخ محمد – خاص - اقتصاد --
- 04 حزيران 2016 --
- 0 تعليقات
بعد أكثر من شهر على منعها، عادت البضائع والمواد الأساسية للدخول إلى ريف درعا الغربي، الواقع تحت سيطرة لواء شهداء اليرموك، وذلك بعد أن سمحت الجهات المعنية بذلك، تحت إلحاح المواطنين والوجهاء والجهات الفاعلة في المحافظة.
وأشار محمد المذيب، نائب رئيس مجلس محافظة درعا الحرة في الحكومة السورية المؤقتة، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، إلى أن "قراراً اتخذ على مستوى المحافظة، يقضي بافتتاح ممر آمن للمدنيين، يتم من خلاله إدخال المواد الغذائية والدواء والغاز المنزلي والطحين والخبز وكل الاحتياجات الضرورية الأخرى إلى ريف درعا الغربي، وتحديداً إلى تلك المناطق المدنية الواقعة تحت سيطرة لواء شهداء اليرموك".
وبيّن المذيب أن "القرار بفتح ممر آمن جاء خلال اجتماع ضم أهل حوران والفعاليات الثورية على الأرض، ودار العدل في حوران ومجلس المحافظة والمجالس المحلية الأخرى، حيث تم التأكيد من قبل الجميع على ضرورة فتح ممرات آمنة لإدخال المواد الأساسية إلى المنطقة الغربية وذلك تحت إشراف لجنة من مجلس المحافظة الحرة"، لافتاً إلى أنه تم تكليف نائب رئيس المجلس بهذه المهمة، وأن الممر فُتح فعلياً لإدخال المواد اعتباراً من يوم الثلاثاء 31 أيار، إضافة إلى إدخال وخروج المرضى والمصابين المدنيين من قرى الريف الغربي.
وأشار المذيب إلى أنه "وبعد اجتماع آخر للجنة من المجالس المحلية مع ممثلي قيادة لواء شهداء اليرموك، تم التأكيد من قبل لواء شهداء اليرموك، أن عناصره لن يتدخلوا بالأمور المدنية، ولن يعيقوا دخول أية مواد إلى المدنيين"، لافتاً إلى أن المشتقات النفطية كالبنزين والمازوت ممنوعة منعاً باتاً بكميات كبيرة، ويستثنى من النفط ومشتقاته فقط الغاز المنزلي.
وقال المذيب: "أما بالنسبة للسيارات المحملة بالخضار من المنطقة الواقعة تحت سيطرة لواء شهداء اليرموك، فيتم تفريغ حمولتها على الحواجز ونقلها بسيارات أخرى تعمل ضمن المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة التابعة للجبهة الجنوبية، حيث يتم نقل الحمولات من خلالها إلى أسواق نوى وطفس أو إلى أبعد من ذلك".
من جهته، أكد عبد الرزاق، وهو تاجر جملة في الريف الغربي، أنه "سُمح عبر الممر الآمن، الذي تم افتتاحه، بمرور كل المواد الأساسية وبكميات كبيرة"، لافتاً إلى توفر الزيوت والطحين والسمون والمعلبات والسكر والرز وغيرها، ولكن أسعارها مرتفعة بشكل واضح مقارنة مع مثيلاتها في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، ومناطق سيطرة النظام.
وعزا ذلك الارتفاع في الأسعار، إلى عدم توفر المشتقات النفطية وإلى الأجور الكبيرة والعالية التي تدفع على نقلها، إلى أماكن سيطرة لواء شهداء اليرموك، لافتاً إلى أن سعر ليتر المازوت يبلغ في مناطق الشجرة ونافعة وعين ذكر وفي مناطق سيطرة لواء شهداء اليرموك، نحو 800 ليرة سورية، فيما لا يتجاوز سعر أفضله في المناطق الأخرى أكثر من 200 ليرة سورية، أما البنزين فقد وصل إلى 1500 ليرة سورية، فيما سعره نحو 350 ليرة سورية في المناطق الأخرى.
وأشار إلى أن سعر اسطوانة الغاز بلغ نحو 6 آلاف ليرة سورية، فيما يبلغ سعرها في "تسيل" التي تبعد عن مناطق لواء شهداء اليرموك عشرة كيلو مترات 4800 ليرة سورية.
من جهته، قال رئيف، وهو تاجر مواد غذائية، أن "الأسعار في مناطق سيطرة اللواء تزيد عن مثيلاتها في المناطق الأخرى، بنسب مئوية مختلفة"، لافتاً إلى أن صحن البيض وصل في الشجرة إلى 1350 ليرة سورية و1كغ من السكر إلى 550 ليرة سورية وليتر الزيت الاونا إلى 850 ليرة سورية والطحين 250 ليرة سورية، "فيما أسعارها في مناطق أخرى أقل بكثير عما هي عليه لدينا"، كما قال.
فيما أكد عاصي، وهو بائع خضار، أن "أسعار الخضار المنتجة محلياً جيدة جداً ومناسبة، حيث يبلغ سعر الكغ من البندورة 100 ليرة سورية والخيار بـ 175 والبامياء بـ 250 ليرة سورية والفاصولياء الخضراء بـ 125 و البطيخ بـ 150 ليرة سورية فيما وصل سعر الكغ من الأناناس إلى 250 ليرة سورية"، لافتاً إلى التحسن الكبير الذي طرأ على أسعار بعض المنتجات الزراعية نتيجة فتح أسواق لتصريفها خارج مناطق الإنتاج.
شهود عيان من أهالي المنطقة الغربية، في رصد لـ "اقتصاد"، عبروا عن الشكر الكبير لهذه المبادرة الإنسانية المتعلقة بفتح ممرات آمنة لدخول المواد الغذائية، مؤكدين أنه رغم ارتفاع الأسعار، فإن توفر المواد يخفف عليهم عناء السفر والتنقل لجلبها من المناطق الأخرى، كما أنه يحد من تعرضهم لخطر الوقوع في مناطق الاشتباكات بين الأطراف المتقاتلة.
وقال أحمد وهو مزارع، "الآن أصبحنا ورغم الظروف الصعبة التي عشناها لأكثر من شهر، نشعر بمتعة العيش، وأصبح كل شيء متوفر، سيما وأننا أصبحنا على أبواب شهر رمضان الفضيل، الحمد لله على نعمه".
يشار إلى أن المنطقة الغربية من محافظة درعا، وتحديداً تلك الواقعة تحت سيطرة لواء شهداء اليرموك، شهدت إغلاقاً للطرق لأكثر من شهر، بالتزامن مع المعارك والاشتباكات الدائرة هناك بين فصائل الجيش الحر وجبهة النصرة من جهة، وبين لواء شهداء اليرموك المتهم بمبايعة تنظيم الدولة من جهة أخرى، ليتم إعادة فتح بعض الممرات الآمنة، منذ الثلاثاء الماضي، لمرور المواد الاغاثية والإنسانية والأدوية وبعض المواد الضرورية الأخرى.
التعليق