تعرّف على أبرز المهن التي تعمل بها المرأة السورية اليوم، وأجورها في الداخل وفي لبنان


غياب الشباب أضحى من سمات المجتمع السوري بامتياز، في الآونة الأخيرة، فأغلب الشباب والرجال بات مغيباً بين المعتقلات أو يعتبر من المفقودين، أو من غُيب تحت التراب، أو هارباً إلى دول الجوار، وفي أي مكان استطاع إليه سبيلاً، ليقع في أتون الغربة.

النساء تحتل مكان الرجال

وكنتيجة لتفريغ البلد من أغلب شبابه ورجاله، تبرز للواجهة المرأة السورية، مع تعرضها هي أيضاً للسقوط ضمن ضحايا الاعتقال.

اللافت اليوم أنها أصبحت في كثير من الحالات المسؤولة عن إدارة منزلها وتحمل أعبائه بجميع متطلباته، وذلك ضمن الفوضى والمآسي التي تلطم حنايا البلد.

وبات واضحاً للعيان أنك، أينما يممت وجهك وتجولت في مناطق سورية، ترى المرأة السورية في الواجهة.

فهي من ترتاد الدوائر الحكومية لإتمام معاملات قد تخصها أو تخص أحد أفراد أسرتها أو زوجها الغائب أو المتخفي عن أنظار الحواجز الأمنية.

لتسقط في تيه االحاجة والاستغلال المادي والمعنوي، حيث أصبحت معظم النساء السوريات اليوم وكيلات "وفق وكالات خاصة أو عامة"، عن رجالهن أو أخواتهن أو أولادهن، لتنوب عنهم لإنجاز أمور خاصة بهم كـ "تسجيل أبناء لهم مولودين حديثاً، أو تسجيل زواج، أو تمديد إجازة سنوية بلا راتب، أو استصدار أو تجديد جواز سفر لأحدهم، أو إدارة عملهم، أو تأجير منزل لأحدهم، أو بيع عقار..".

النساء السوريات عاملات

ومن نتائج استمرار "اللاحل" للقضية السورية، ترى المرأة السورية سواء في الداخل أو في دول الجوار، هي اليد العاملة الرئيسية. فها هي تمارس غالبية الأعمال من أجل الحصول على لقمة العيش لها ولأبنائها.

ومن أكثر المهن التي تمارسها المرأة السورية اليوم، العمل في الأراضي الزراعية (أعمال زراعية) من قطف محاصيل (فريز-خيار-كوسا-فاصولياء-زيتون...)، وتوضيب المحصول في الصناديق الخشبية أو الكرتونية.

وتتقاضى المرأة أجراً يتراوح بين (150-200) ليرة سورية لساعة العمل الواحدة في الداخل السوري وخاصة المناطق التي يسيطر عليها النظام.

أما في لبنان تتقاضى أجراً لنفس العمل قدره (20) ألف ليرة لبنانية (من الساعة 6 صباحاً حتى 12 ظهراً).

ومن الأعمال الزراعية التي تمارسها المرأة، الحصاد، "حصاد القمح"، وتتقاضى أجراً قدره (300) ليرة سورية لساعة العمل الواحدة في بعض المناطق السورية، وأجراً قدره (30) ألف ليرة لبنانية لنفس العمل في لبنان.

كما تعمل المرأة السورية في تنظيف الأراضي من الأعشاب والأحجار بأجر قدره (200) ليرة سورية لساعة العمل الواحدة في الداخل، و(20) ألف لبناني لست ساعات عمل في لبنان.

السوريات وأعمال التنظيف

بعض النسوة السوريات اضطررن للعمل في تنظيف المنازل، وتتقاضى الواحدة منهم أجراً يتراوح بين (1000-1500) ليرة سورية ليوم العمل الواحد بحسب مساحة المنزل، في الداخل السوري، ولنفس العمل في لبنان تتقاضى المرأة السورية أجراً قدره (40) ألف ليرة لبنانية ليوم العمل الواحد.

كما أن المرأة السورية اليوم تجوب الدوائر الحكومية في سوريا لتنظيف المكاتب للموظفين وتحصل على مبلغ (100) ليرة سورية من كل موظف يسمح لها بتنظيف وترتيب مكتبه،.

ويلاحظ مؤخراً عمل النساء السوريات كمستخدمات في الدوائر الحكومية براتب قدره (18) ألف ليرة سورية قابل للزيادة مع كل ترفيعة ومع القدم الوظيفي، أو كمستخدمة في مراكز الخدمات العامة والمستوصفات والعيادات والمشافي.

(امرأة سورية تعمل في مجال التنظيف في إحدى مناطق الداخل - اقتصاد)

وكما تعمل المرأة السورية اليوم في تنظيف الكافتيريات ومحلات الشاورما وتتقاضى أجراً قدره وسطياً (300) ليرة سورية لساعتي عمل، في الداخل.

نساء بائعات متجولات وعلى الباسطات

واللافت أيضاً اليوم أن النساء السوريات دخلن أعمالاً كانت حكراً على الرجال، كبيع القهوة "المرة" في ظاهرة نادرة في الشارع السوري، بـ (50) ليرة سورية سعر فنجان القهوة. وأيضاً تبيع المشروبات والمثلجات والتبغ في الطرقات.

وأصبحت المرأة السورية تقف في الطرقات لتقوم بغسيل وتنظيف السيارات لمن يرغب ويقدم لها أجراً (شو بيطلع من خاطره).

كما لا تغيب هذه الظاهرة عن الشارع اللبناني، فها هي صورة لإحدى النساء السوريات تبيع المناديل الورقية في شارع الروشة ببيروت.


العمل كبائعات في محلات

فرصة العمل الأفضل والمفضلة التي تراها الفتاة السورية مناسبة - ولكنها غير كفيلة لسد التكاليف والحاجات الملحة المتراكمة- هي العمل في محلات الألبسة والأحذية والإكسسوارات والحلويات، لكنها تتقاضى راتباً شهرياً يتراوح بين (8000-12000) ليرة سورية بحسب المنطقة في الداخل، وهو راتب قليل.

وفي المقابل أيضاً تتقاضى أجراً لنفس العمل في لبنان يتراوح بين (400-500) ألف لبناني بحسب المنطقة وشهرة المحل.

دوائر حكومية بنكهة أنثوية وتحرش وابتزاز

عند دخولك أغلب الدوائر الحكومية في سوريا ستلاحظ أن معظم الموظفين هم من النساء وبعض الرجال فوق سن (42) سنة.

ومن نتائج أعمال المراة هذه أنها أصبحت أكثر عرضة للابتزاز والتحرش من قبل عناصر الدفاع الوطني وممن يرتدون "البدلة المموهة" في سوريا.

وكذلك من قبل بعض اللبنانيين ضعيفي النفوس في لبنان والأمثلة عديدة وكثيرة.

فمن الأمثلة عن التجريح النفسي والازدراء، في إحدى الحدائق في لبنان، ما تعرضت له والدة سورية لثلاث فتيات تذهب ببناتها للعب في الحديقة، وإذ بإحدى اللبنانيات تتوجه إليها بنظرات استخفاف وإذلال لتقول لها "لاجئين وجوعانين وعم تخلفوا".

إنها حقائق ووقائع ملموسة ومعاشة في كل من الشارعين السوري واللبناني. فأين هي المنظمات الإنسانية وأين هي منظمات حقوق المرأة من واقع المرأة السورية اليوم؟!

ترك تعليق

التعليق