في عينتاب.. سوريون أربعينيون يفقدون العمل لصالح الفتيان


 كان خالد العابد (40 عاماً) يعمل في جلي الصحون في أحد المطاعم السورية في عينتاب، إلا أن قدوم قريب صاحب المطعم للمدينة، أفقده فرصة العمل التي كان يعيل بها أسرته، بعد أن حل ذلك القريب مكانه في العمل.

لليوم العاشر على التوالي، يجوب العابد شوارع وأزقة عينتاب بحثاً عن فرصة عمل، لكن كل محاولاته بالعثور على عمل فشلت، بسبب تفضيل أرباب العمل، تشغيل العمال الصغار.

يروي العابد لـ"اقتصاد" ما يجري معه، "الكل لا يرغب بتشغيل كبار السن من العمال، وذلك تهرباً من دفع مرتب شهري مقبول، ويفضلون تشغيل الأطفال ويكتفون بدفع رواتب مالية صغيرة"، مضيفاً: "وإذا كانت العائلة لا تمتلك صغيراً، فمن سيعيلها".

 ويشير العابد إلى أن حاله مشابه لكثير من العمال السوريين في المدينة، مبيناً أن جزءاً كبيراً من أرباب العمل الأتراك، يرفضون تشغيل كبار السن من مبدأ "الاحترام"، موضحاً بالقول "التركي يرفض أن يكون الصانع أكبر سناً من المعلم، ولذلك لا يتقبلون فكرة أن يكون الصانع كبيراً في السن".

 مثل العابد، كابد محمد قاسم (45 عاماً) الأمرين، حتى وجد فرصة عمل تقي عائلته العوز، على ما ذكر لـ"اقتصاد"، مضيفاً: "لازال صاحب العمل التركي غير مقتنعاً بعملي".

 ويعمل قاسم بائعاً للخضار والفواكه في الأسواق الشعبية (البازار)، بأجر يومي مقداره 40 ليرة تركية، على بسطة يملكها شخص تركي.

ويصف قاسم مرتبه بـ"الممتاز"، وذلك بالنظر إلى الأجور التي يتقاضاها السوريون في مدينة عينتاب، ويعقب "صحيح أن عملي شاق جداً، ويتطلب وقوفاً طويلاً، لكن المردود مناسب لربما".

 ويستطرد: "المشكلة هنا في مدينة عينتاب أن فرص العمل محدودة، مع أن المدينة تستقطب عدداً كبيراً من السوريين الراغبين بالعمل، وهذا يعطي بدوره فرصة كبيرة أمام أرباب العمل الأتراك والسوريين على حد سواء للاختيار".

 وكان مركز "الجمهورية الديمقراطية" قد اعتبر في دراسة سابقة صادرة عنه، أن مدينة عينتاب من أكثر المدن التي تشهد رواجاً لعمالة الأطفال السوريين، وسط غياب قانوني تركي ودولي، يحد من انتشار هذه الظاهرة.

ترك تعليق

التعليق