في معربة بريف درعا الشرقي.. إطلاق العمل في مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
- بواسطة عمر الشيخ محمد - خاص - اقتصاد --
- 19 أيار 2016 --
- 0 تعليقات
بهدف لفت الانتباه إلى ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم، افتتحت مجموعة من الشباب المتحمس في بلدة معربة في ريف درعا الشرقي، بالتعاون مع المجلس المحلي الحر للبلدة، مؤخراً، مركزاً تأهيلياً لاستيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة من أبناء البلدة والبلدات المجاورة، ولاسيما المصابون منهم بإعاقات نطقية وسمعية وذهنية.
وأكد أحمد الحمصي، مدير المركز، أن "المركز هو هيئة تعليمية تأهيلية، تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وتهدف إلى تحقيق الدمج الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة وتفعيل دور المجتمع المحلي للتفاعل مع قضاياهم واحتياجاتهم الخاصة، والعمل على تحسين ظروف حياتهم من خلال برامج تربوية يقدمها كادر مختص".
ولفت الحمصي إلى أهمية الدور الذي تقوم به مثل هذه المراكز في استيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاسيما في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأوضح الحمصي، أنه بإمكانات متواضعة, "أُطلق العمل في هذا المركز، نظراً للحاجة الماسة له في المنطقة الشرقية، حيث يتواجد فيها عدد لا بأس به من ذوي الاحتياجات الخاصة"، لافتاً إلى أن بعض الإعاقات هناك تعود إلى زواج الأقارب والعامل الوراثي، فيما تعود أسباب قسم آخر ولاسيما الإعاقة النطقية، إلى عمليات القصف وحالات الخوف بسبب الأعمال العسكرية، وعدم قدرة الأهالي على الوصول إلى مراكز العلاج والمشافي في الوقت المناسب، بسبب ندرة هذه المراكز وتمركزها في المدن الكبرى، والتي كان الوصول إليها من الصعوبة بمكان، نتيجة الحواجز العسكرية وخوف الأهالي من التنقل عبرها.
وبيّن الحمصي أن "المركز افتُتح بالتعاون مع المجلس المحلي، وبدعم من الفعاليات الخاصة في البلدة، ولكنه على الرغم من ذلك فهو يحتاج إلى دعم المنظمات والهيئات، لتوسيع أنشطته"، داعياً كل الفعاليات للوقوف إلى جانب هذا المشروع، الذي يعد المشروع الأول على مستوى المحافظة، والعمل على دعمه بالإمكانيات المتاحة.
ولفت إلى أن "المركز الذي أطلق عليه تسمية (مركز التربية الخاصة للإعاقات السمعية والنطقية والذهنية)، يستوعب الأطفال من سن خمس سنوات إلى اثنتي عشرة سنة"، مشيراً إلى أن المركز استقبل حتى الآن أكثر من 30 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفاً أن المركز بصدد استقبال الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، من بلدات أخرى إلى جانب أطفال بلدة معربة. كما ويسعى المركز في المستقبل إلى استيعاب أكبر عدد من الأطفال والفئات العمرية المختلفة، حسب الحمصي.
وقال مدير المركز، "نحن الآن وبسبب انقطاع الأطفال عن زيارة مراكز الرعاية لفترة طويلة، نتيجة ظروف الحرب، سنعمل خلال العطلة الصيفية على فتح دورات تأهيل لذوي الاحتياجات النطقية والسمعية، واستقبال ذوي الحالات الجديدة، وسنعمل على إعادة تنشيط البقايا السمعية لديهم وإجراء فحوص طبية كاملة لهم، بالتعاون مع المشفى الميداني والكوادر الطبية العاملة في المنطقة".
أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة، عبّروا عن سعادتهم بافتتاح هذا المركز، الذي سيحمل عنهم جانباً من مهمة تأهيل الأطفال، من خلال كادر مؤهل ومختص.
ولفت عبد اللطيف الفالح، وأحمد الراضي، وهما من أهالي طفلين معاقين بإصابة ذهنية ونطقية، مسجلين في المركز، إلى أهمية هذا المركز في احتواء أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم دون أي مقابل مادي، منوهين بجهود الكوادر الأخصائية التي تجتهد في تعليم أبنائهم أصول القراءة والكتابة ونطق الكلمات بصورة علمية صحيحة.
ودعيا الفعاليات والمنظمات الإنسانية في المحافظة وخارجها، إلى دعم المركز بكل الإمكانيات المتاحة والمتوفرة وكل ما من شأنه إنجاح أهدافه، لاسيما وأنه يستهدف شريحة استثنائية في المجتمع تحتاج إلى رعاية واهتمام أكثر من غيرها.
مصادر مجلس محافظة درعا أكدت أن إطلاق هذه الفعاليات تلقى كل الرعاية والاهتمام، وأن المجلس يدعم ويشجع مثل هذه المؤسسات الفاعلة، ويقدم لها كل العون والمشورة والمساعدة، لافتة إلى أن المجلس يسعى من خلال دوائره المختصة إلى توسيع أنشطة مثل هذه المراكز وغيرها من المراكز التي تقدم خدمات جليلة لأبناء المحافظة.
يشار إلى أن عدة مراكز مختصة تعني بذوي الاحتياجات الخاصة، كانت تنتشر في عدد من مناطق المحافظة، لكنها توقفت بالتزامن مع اشتداد أوار الحرب المشتعلة منذ عدة سنوات، بسبب عمليات التهجير القسري التي تعرض لها الأهالي من قبل قوات النظام والتي نتج عنها إغلاق بعض المراكز، ما قلل الاهتمام بهذه الفئة بسبب غياب الجهات المختصة، وجعلها عرضة للتهميش.
التعليق