الخبز.. آخر الخطوط الحمراء المنهارة

سقط الخبر من قائمة خطوط النظام الحمراء بعد أول ارتفاع لسعر الربطة من 15 ليرة إلى 25 ليرة، وهدم بذلك الشعار الذي كان يتشدق به أبواقه أن النظام صامد اقتصادياً مع بقاء سعر الخبز ثابتاً لأنه قوت الشعب الذي يجب أن لا يمس.

ومن حينها دخل الخبر في قائمة السلع العادية، هذا عدا عن الرداءة في الصنع، ودخول الخميرة الإيرانية ذات الرائحة النتنة كنظام الملالي في صناعته.

زحام.. وقلق

في الأيام الأخيرة، بدأ مؤشر القلق لدى المواطنين يرتفع، وهم الذين تعودوا على مدار السنوات الخمس، عقلية العصابة الخسيسة التي يتعامل بها النظام مع كل حاجياتهم، فهو يتصرف كاللص، ويفتعل المشكلات والأزمات، ليخلق الأجواء المناسبة لزيادة مفاجئة عادة ما يخرجها وهم نيام، فعقلية اللص لا تواجه.

هذا ما دعا المواطنين إلى الخشية على لقمة أطفالهم وباتوا يستشعرون أنها مهددة، وأما أعوان النظام فخرسوا وبعضهم يقدم المبررات في سبيل عدم إراقة ما بقي لديهم من أعذار ليدافعوا بها عن نظام استباحهم أولاً لكنهم يخشون المواجهة والتراجع عن عنجهيتهم.

بالمقابل شهدت أفران العاصمة وريفها ازدحاماً شديداً، وسط حالة من الارباك شهدتها حالة البيع ووصلت في أفران ابن العميد الشهيرة إلى الضرب بين المنتظرين في طابور الدور.

الطوابير كانت ميزة الأيام الأخيرة في كل فترات النهار، وبعض الأفران أغلقت أبوابها وما زالت الطوابير تنتظر، وأما فرن الخبز السكري في الفحامة فشهد اقبالاً شديداً لم يعهده سابقاً كبديل لبعض المواطنين عن الخبز العادي.

أصحاب الأفران الخاصة في العاصمة وريفها عبروا عن ضيقهم بسبب الزحام الغريب وعزوا ذلك إلى عدم قدرة الأفران عن كفاية حاجة المواطنين لأن كمية الطحين تناقصت إلى حدودها الدنيا.

الأفران الاحتياطية

وهي مجموعة الأفران التي يعتبرها النظام المنقذ لوجهه عند الأزمات لم تستطع أن تلبي حاجة المواطنين، وشهدت أفران المزة الاحتياطية حالة زحام غريب على كامل نوافذ البيع.

أحد الصحفيين الموالين كتب على صفحته مذعوراً: "أربعة أيام كان المشهد مخيفاً أمام المخابز، أتحدث عن مشهد الطوابير أمام مخبز ابن العميد الذي يخدم شمال وشرق العاصمة".

الصحفي نفسه تابع في حديثه عن ريف العاصمة غاضباً من امتحان قدرة الناس على التحمل: "وعن المشهد أمام مخبز صحنايا جنوب دمشق حيث يتكدس عشرات آلاف النازحين من ريف دمشق الجنوبي إلى جانب سكان البلدة ..كأن الناس لديها جلد وقدرات خارقة لاختبار تحملها ضمن هذه التجارب السخيفة".

الخط الأحمر.. الكاذب

لم يعد النظام مقنعاً حتى للحثالة التي تدافع عنه وعن جيشه وعن عبثه بلقمة السوريين، وحكومته الخرقاء التي لا تستطيع أن تقدم لمواطن جائع أكثر من كلمات تخدير وعناوين رنانة.

من بين هؤلاء كتب أحد الاعلاميين: "رغيف‬ الخبز بعد أن بهت خطه الأحمر ... صار سبباً للنزاع بين المواطنين في طوابير لا نهاية لها..على الأفران... بقرارات غير مدروسة تحول الشعب لفأر تجارب ... من يريد أن يذل المواطن ... ولماذا في هذه الفترة".

ترك تعليق

التعليق