ثلاثي أزمات الماء والكهرباء والمحروقات.. يثقل كاهل أهالي تلكلخ


 كل أنواع الأزمات تعصف في البلد عموماً، وفي تلكلخ الواقعة في ريف حمص الغربي خصوصاً.

 فها هي أزمة الغاز تدق الأبواب، فاليوم تعاني حمص بأغلب مناطقها من نقص في المادة، كما لوحظ في مدينة تلكلخ تجمع كبير لقارورات الغاز الفارغة من دون الحصول على البديلة المعبئة بالغاز المنزلي.

وعانت منطقة تلكلخ خلال سنين الثورة من أزمات كثيرة متعلقة بالمحروقات والكهرباء بشكل متواتر ومتكرر مع الوعود المعتادة للمسؤولين بحل الأزمة خلال أيام.

 فبعد إغلاق محطة محروقات (مبارك) المشهورة على الطريق بين "تلكلخ - حمص"، نتيجة خلافات قامت بين مالكيي المحطة وبين أحد الشبيحة الذي حاول الاستيلاء على هذه المحطة، انتهت الخلافات بإغلاقها، كما تم إغلاق محطتي محروقات الضاني والمصري وسط مدينة تلكلخ منذ بداية الثورة، حيث رفضت الجهات المختصة بإيعاز من الجهات الأمنية، تقديم المواد النفطية لمدينة تلكلخ، إلا وفق أجندتها الخاصة ولمناطق محددة، وخصت بالتفضيل المناطق والقرى العلوية، فعانت بعدها منطقة تلكلخ الويلات -وهي مناطق غير مرضي عنها- في الحصول على المواد النفطية من بنزين ومازوت وغاز.

مع بداية العام الحالي 2016، تم إعادة فتح محطة الضاني، ويلاحظ اليوم احتشاد كبير من سكان المدينة عند هذه المحطة، ويمكنك أن تشاهد طوابير السيارات الممتدة من أجل الحصول على مادة البنزين بسعر مدعوم "سعر التنكة 3500 ليرة سورية"، حيث بلغ سعر تنكة البنزين الحر "السوق السوداء"، غير المدعوم، (5800) ليرة سورية، وذلك قبل القفزة الكبيرة لسعر الدولار.

 أزمات مرتبطة بانقطاع الكهرباء

 المشكله الأكبر التي تعاني منها المدينة الانقطاع غير المنتظم للتيار الكهربائي. وتزداد المعاناة منذ أيام حيث سجل انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات متواصلة ليستمر الانقطاع أغلب ساعات اليوم، ويعود وصل التيار الكهربائي لساعتين فقط نهاراً وساعتين ليلاً- وخلال ساعتي التيار هذه يتم انقطاع التيار الكهربائي خمس أو ست مرات لعدة دقائق -.

 ومع انقطاع التيار الكهربائي تبرز المعاناة الأهم وهي أزمة كبيرة في الماء، "فلا ماء بلا كهرباء"، فارتفعت أصوات "صهاريج الماء" تجوب الحارات لبيع الماء للأهالي وهذا ما رتب عبئاً مادياً آخر، فهو مصروف إضافي يخنق الأهالي بتعبئة خزان الماء "1000 ليرة"، يكفي حاجة البيت ليومين أو ثلاثة أيام كحد اقصى في بيت لعائلة متوسطة عدد الأفراد.

 وتتعالى صرخات كلها ألم وغصة من "أبو عمار"، "شي بيطفش"، ولكن تخنق الغصة كلماته، "وين بدنا نروح بحالنا ولا بلد عم تستقبلنا".

دوائر رسمية شبه معطلة وطلاب شهادات في العتمة

 ومع عدم توفر الماء والكهرباء بقيت "فواتير الماء والكهرباء" على حالها واستمر وضع رقم العداد وتخمين الصرف من دون مرور الجابي أو قارىء العدادات المختص، فلا قراءة حقيقية للعدادات، ودفع الفواتير في كوة خاصة قرب السرايا الحكومية.

كما نتج عن انقطاع الكهرباء أيضاً أن يقع سكان مدينة تلكلخ في معمعة تعطل كافة الدوائر الحكومية فلا يوجد في أغلب الدوائر الرسمية مولدات كهربائية، وبات الموظف اليوم يرتاد وظيفته للصبحية وشرب القهوة، وفُتحت بذلك أبواب جديدة للرشوة والمحسوبيات بمصراعيها، بحجة، "ماعم تجي الكهربا ومافي شبكة انترنت".

في حين تثقل معاناة أخرى كاهل طلاب المدارس وخاصة من هم في مرحلة التحضير للامتحانات والشهادات الإعدادية والثانوية، فيعاني الطلاب من الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي والامتحانات على الأبواب لطالب يسعى لمستقبل مجهول.

وماتزال الوعود بحل هذه الأزمات ترسم الأحلام على الرمال.

ترك تعليق

التعليق