تفاصيل عن مصالحة مرتقبة في معضمية الشام.. تعرّف على شروط النظام والرأي العام في المدينة


كشفت مصادر مطلعة من داخل مدينة معضمية الشام تفاصيل مصالحة جديدة تقوم بها شخصيات اعتبارية مع النظام، في الوقت الذي يشتد فيه الحصار على المدينة التي تضم ثلاثين ألف نسمة.

وصرحت المصادر لـ "اقتصاد" أن بعض الشخصيات من أبناء المدينة كانوا صلة الوصل بين النظام وقادة الفصائل داخل المدينة، حيث قدم النظام ورقة تتألف من أحد عشر بنداً حول شكل المصالحة ومطالب النظام ونوعية الخدمات التي يتكفل بها الأخير.

وأضافت مصادرنا أن مساع حثيثة يقوم بها الوسطاء لحلحلة الأمور في المعضمية في ظل أزمة الجوع التي تعصف بالأهالي والاستياء الشعبي الكبير لاسيما مع اقتراب شهر رمضان.

ووفقاً لمصادرنا، يقوم النظام بعملية فرض الأمر الواقع على ثوار المدينة حيث قال لوسطاء المصالحة، "إنها الفرصة الأخيرة لكم"، مهدداً بإغلاق ملف المعضمية ونسيانها حتى إشعار آخر.

بنود أربعة

شملت ورقة المصالحة أحد عشر بنداً طالب النظام بتنفيذ البنود الأربعة الأولى منها حتى يوافق على الجلوس حول طاولة المفاوضات لمناقشة الأمور الأخرى.

وقالت مصادرنا إن هذه البنود تمحورت حول معلومات أمنية عن واقع المدينة العسكري مثل معرفة عدد الأنفاق المحفورة على الجبهات وتسجيل عدد السلاح مع أرقامه، إضافة لقائمة بأسماء المقاتلين الذين يرغبون بتسوية أوضاعهم، وأخرى بالذين يرفضون ذلك.

كما طلبت الورقة في بندها الرابع، قبول الثوار للتفاوض مع أكثر من فرع أمني وليس مع الفرقة الرابعة فقط.

وتشير معلومات حصل عليها "اقتصاد" إلى أن هذه المطالب تم بحثها خلال اجتماع ضم مختلف فعاليات المدينة حيث أبدى الجميع موافقة شفهية.

 بنود أخرى

إضافة لذلك، ضمت ورقة المصالحة بنوداً أخرى تتعلق بضبط السلاح وتشكيل لجان شعبية ونقاط تفتيش مشتركة على أطراف المدينة وإدخال مؤسسات الدولة، وبالمقابل يتعهد النظام بفتح معبر المدينة بالكامل وإدخال الخدمات إلى المدينة.

كما نصت الوثيقة على تعهد النظام بإخراج من يرفض التسوية من المقاتلين إلى خارج المدينة، علماً أن هذه البنود - ما سوى الأربعة الأولى- عرضة للمناقشة إن تم الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

استطلاع رأي

على الرغم من الهياج الشعبي الداخلي بدا البعض متشككاً من هذه المصالحة معتبراً أنها طُرحت لتهدئة الناس، بينما عمّ الانشراح شريحة كبيرة من المدنيين، أما الفصائل المقاتلة فاكتفت بالموافقة المبدئية.

ماهر (29 عاماً) قال لـ "اقتصاد": "أعتقد أن هذه الورقة تعكس الوضع المزري للمعضمية بعد فصلها عن شقيقتها داريا، لقد كان اتحاد المدينتين يعطيهما قوة أكبر بأضعاف".

عماد (35 عاماً)، شرح وجهة نظره لـ "اقتصاد" قائلاً: "انتظر أياماً قليلة وسترى الناس موتى في الشوارع والطرقات!!".

وأضاف عماد: "الجوع لا يرحم يا أخي، لم يعد هنالك طعام ولا شيء على الإطلاق".

الشيخ (ي . ح) قال للناس خلال اجتماع عام بعد صلاة الجمعة: "الوضع سيء تماماً، ونحن نعلم أن مطالب النظام صعبة وشاقة عليكم، ولكن على العسكر أن يتنازلوا من أجل آلاف المدنيين الذين يتعرضون لأقسى أنواع العقوبات".

أما أم رامي (27 عاماً) فقد أدلت برأي يعكس حالة التشاؤم لدى كثير من مثيلاتها: "إنهم يريدون امتصاص غضب الناس واستياءهم، ليست هي المرة الأولى التي يتحدثون عن مصالحات وعن فتح المعبر، لكن بما أن رمضان قد اقترب وبما أن الطعام بات قليلاً للغاية يحاولون تهدئتنا بهذا الكلام".


ترك تعليق

التعليق