لماذا هذا التنافس بين النظام وتنظيم "الدولة" للسيطرة على حقل الشاعر للغاز بحمص؟


ثلاث مرات تبادل فيها النظام وتنظيم الدولة السيطرة على حقل الشاعر للغاز في مدينة حمص، منذ سنتين وحتى اليوم، آخرها كانت قبل نحو قبل أسبوع عندما استطاع التنظيم إعادة السيطرة على الحقل بعد معارك عنيفة استمرت لثلاثة أيام وخسر فيها الجانبان الكثير من الأرواح.. فلماذا هذا "الاستقتال" للسيطرة على الحقل؟، وما هي أهميته بالنسبة للطرفين؟

ففي تموز عام 2014، تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على حقل الشاعر لأسبوع، قبل أن يستعيد النظام السيطرة عليه، ثم خسره النظام في خريف العام 2014، واستعاد السيطرة عليه في تشرين الثاني من العام ذاته.

 ويُعتبر حقل الشاعر في قلب البادية السورية، أحد أهم حقول الغاز وأكبرها في سوريا، فهو ينتج 3 ملايين متر مكعب تذهب جميعها لتوليد الطاقة الكهربائية، كما يقع الحقل على طريق يصل بين الشرق والغرب ما يعني أن للموقع أيضاً أهمية استراتيجية تمكن من يسيطر عليه، من التحكم في منطقة عسكرية واسعة.

 ويسعى تنظيم الدولة للسيطرة على الحقل الذي يساعده في التمدد في مواقع استراتيجية، ومناطق تماس مع قرى يسيطر عليها النظام في ريف حمص الشرقي.

 ويعتقد مراقبون أن سعي تنظيم الدولة للسيطرة على حقل الشاعر، ليس لأغراض الاستفادة من إنتاجه في الغاز، نظراً لعدم امتلاكه البنية التحتية لذلك، وإنما للسيطرة على جبال الشاعر التي تعد من أهم حلقات ربط أجنحة الثقل العسكري للتنظيم في كل من الأنبار، وريف الحسكة، وريف حلب، وريف حمص والرقة، إضافة إلى تهديد مطارين عسكريين قرب منطقة الشعيرات والتيفور، ينفذ منهما جيش النظام طلعات جوية ضد التنظيم. كذلك فإنه من خلال هذه الجبال، يستطيع تنظيم الدولة تهديد قطاع الكهرباء في سوريا.

ترك تعليق

التعليق