"دولار السوداء" يحاصر المحاصرين بالريف الشمالي، وأستاذة جامعية: "راتبي صار أقل من 100 دولار"

تشهد أسواق ريف حمص الشمالي المحاصر، قفزات يومية في أسعار المواد الغذائية والتموينية والمحروقات، تأثراً منها بالارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار أمام الليرة.

 وفي جولة لـ "اقتصاد" على بعض الأسواق، سجلت أسعار معظم السلع ارتفاعاً بمعدل يتراوح ما بين (20- 50%)، بعد أن أصبح الدولار هو من يحدد الأسعار، حتى ولو كان المنتج محلياً 100%.

وأفاد مراسل "اقتصاد" في حمص أن أعلى سعر سجّله صرف الدولار أمام الليرة السورية كان يوم الأحد الماضي، حيث تجاوز 630 ليرة سورية للمبيع و620 ليرة للشراء.

 واشتكى أحد سكان الريف الشمالي لـ "اقتصاد" من الغلاء الذي يضرب الأسواق، وقال: "دائماً عندنا الأسعار ترتفع مرة بسبب الحصار، وأخرى بسبب الاحتكار وجشع تجار الأزمة، وهذه المرة بسبب الارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار"، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن يرتفع سعر كيلو السكر إلى 450ليرة، وكيلو الرز إلى 550 ليرة، ولتر زيت دوار الشمس إلى 900ليرة، وكيلو القهوة المرّة إلى 8000 ليرة، والحلوة إلى 4000ليرة، وعلبة المتّة إلى 530 ليرة، بينما كان سعرها سابقاً بـ 35 ليرة سورية.

 وأكد بأن معظم المواطنين بالريف الشمالي بدون دخل ثابت بسبب الحرب وحصار النظام وأصبح حالهم يرثى له.
 
"نعمل بخسارة"

من جهته، قال تاجر نصف جملة لـ "اقتصاد"، فضل عدم ذكر اسمه: "نعمل منذ أسبوع بخسارة بسبب اختلاف أسعار المواد من ساعة لأخرى"، وأضاف: "يصر كافة التجار الذين يُدخلون المواد التموينية والغذائية لمدن وبلدات الريف الشمالي المحاصر، بطرق سرّية، على تقاضي سعرها بالدولار حصراً، بينما نبيعها نحن بالليرة السورية، ومع الارتفاع اليومي تزداد خسارتي".
 
"أجرة ذهاب لبيروت فقط"

وكتبت إحدى رواد "فيسبوك"، وهي أستاذة جامعية بكلية الإعلام بجامعة دمشق، وموالية جداً للنظام، تعليقاً على الارتفاع المستمر لصرف الدولار في السوق السوداء، حيث تسخر من المبلغ الذي تتقاضاه قائلة: "الدولار تجاوز 600 ل.س، وراتبي صار أقل من مية دولار، رغم أنني بقبض بحكم كوني أستاذة جامعية تقريباً أعلى راتب بالدولة، بعد حبيبات الماما الوزرا"، مضيفة بأن راتبها، "ما عاد يكفي أجرة روحة بدون رجعة لبيروت".

 وتساءلت الأستاذة الجامعية، وتُدعى نهلة عيسى، قائلة: "إلي رواتبهم أقل من راتبي، ياترى كم راتب لازم يخبوا بدون أكل وشرب، ليشتروا مسدس ينتحروا فيه؟؟؟".

غرام ذهب واحد

ولم يقف استهزاء السوريين عند أسعار الدولار، بل طالت أسعار الذهب، حيث كتب أحدهم يقول: "أصبحت معظم رواتب الموظفين لا تساوي سوى غراماً واحداً من الذهب، وعلى الموظف العازب أن يعمل سنتين بلا أكل أو شرب لشراء محابس الزواج فقط".

يُذكر أن معظم رواتب العاملين عند النظام، أصبحت قيمتها تتراوح ما بين (25- 60 دولار فقط)، بينما كانت في عام قيام الثورة تترواح ما بين (250- 500 دولار).

ترك تعليق

التعليق