في معضمية الشام.. لفافة تبغ "حمراء" بدولار، ومدمنون يُبادلونها بغذائهم
- بواسطة محمد كساح – خاص - اقتصاد --
- 28 نيسان 2016 --
- 0 تعليقات
يشكل غياب التبغ هاجساً مخيفاً للآلاف من أبناء مدينة معضمية الشام، الذين اعتادوا على التدخين إلى حد الشراهة ودون انقطاع.
وتشهد المدينة ظاهرة مستمرة تتمثل في الارتفاع الجنوني لأسعار علب الدخان.
وفي غضون أيام سجلت العلبة الواحدة من التبغ الوطني رقماً قياسياً حيث بيعت بـ 10 آلاف ليرة سورية أو بمعدل 500 ليرة للفافة التبغ الواحدة.
أحد الأهالي أوضح لـ "اقتصاد" أن الأزمة بدأت منذ أيام، مشيراً إلى تلاعب أيد خفية بهذه السلعة واحتكارها.
وقال فراس (27 عاماً): "اختفت جميع البسطات التي كانت المدينة تعج بها فجأة، لم يعد هنالك بائع واحد يعرض بضاعته، كان سعر العلبة بـ 2000 ليرة، لكن بعد يومين فقط عندما ظهرت البضاعة مجدداً وصل السعر إلى رقم خطير وهو 10 آلاف ليرة".
ماهر (30 عاماً) اشتكى من هذه الأسعار الهستيرية، على حد قوله.
وأشار ماهر إلى أنه لا يمكن بقاء الوضع على هذه الحال الرديئة، معتبراً أن الأسعار غير مقبولة على الإطلاق.
بينما أكد عدنان، الذي اعتاد يومياً على تدخين علبة أو أكثر من التبغ الوطني المعروف بالحمراء، أن المئات من شباب المدينة مدمنين على التدخين منذ الصغر، لاسيما أنهم اعتادوا على تدخين التبغ الوطني الثقيل للغاية.
وأضاف عدنان: "هذه المدينة معروفة بإقبال شبابها الشديد على التدخين، إنها عادة سيئة للغاية وأنا شخصيا أسعى للتخلص منها، لكن الوضع المزري الذي نعيشه يمنعني من ذلك".
ولم يخف عدنان أنه ينفس عن نفسه بـ "العب" من لفافات التبغ، حيث قال: "إنها تخفف عني!".
الاحتكار كان السبب
شمس الدين مطعون، (22 عاماً)، ناشط صحفي يهتم بالشؤون المعيشية لأهالي مدينة معضمية الشام، درس ظاهرة التدخين وارتفاع أسعارها وأجرى "اقتصاد" معه اللقاء التالي:
- كم عدد المدخنين؟
بإمكانك أن تقلب هذا السؤال فيصبح كم عدد الذين لا يدخنون.
آخر إحصاء لأهالي المدينة بلغ نحو 35 ألف نسمة وإذا افترضنا أن نسبة الرجال هي الثلث مثلاً و 90 بالمائة من هؤلاء مدمنون على التدخين، سيصبح لدينا رقم كبير.
- ما سبب الإدمان؟
التدخين يعتبره الجميع تنفيساً لهم لاسيما في هذا الواقع المرير الذي تعيشه المعضمية..
أضف إلى ذلك أنها عادة يمارسها معظم الشباب منذ الصغر من قبيل التشبه بالكبار وإثبات الذات.
- ما هو سبب ارتفاع أسعار التبغ؟
الاحتكار وقلة المواد الموجودة من هذه السلعة المطلوبة بشدة هو السبب، وقد أدى الطمع لدى تجار التبغ ومعرفتهم بطبيعة الشعب المدمن على التدخين إلى تحكمهم بأسعار هذه المادة.
إنهم يرفعونها من الأسواق فجأة ثم يفرضون السعر الذي يريدونه على المدنيين.
- هل للظاهرة آثار اقتصادية أخرى؟
أجل، يؤدي ارتفاع سعر التبغ إلى ارتفاع سائر المواد الأساسية كالطحين والسكر والبرغل، لأن المدخن غالباً ما يبادل الطعام بعلب التبغ وأعرف رجلاً بادل 3 كيلوات حمص على باكيت تبغ من فئة "الحمراء الطويلة"، وإذا كانت العلبة قد سجلت بـ 10 آلاف ليرة فمعنى ذلك أن كيلو الحمص سوف يباع بـ 3 آلاف ليرة على الأقل.. إنها عادة سيئة لكنها واقع يفرض نفسه في أجواء الأزمة..
التعليق