النازحون في تلكلخ.. معونات هزيلة، وإجبار على دفع فواتير المنازل المتراكمة

 لاتزال تلكلخ وما تبقى فيها من أهلها ومن اللاجئين والمهجّرين، تعيش زيادة في كل شي، ولكن فقط فيما يزيد معاناة سكانها وشقائهم.

 فكل فترة تزداد عدد ساعات تقنين التيار الكهربائي في مدينة تلكلخ وبعض جوارها، لتصبح ثمان ساعات قطع، ليعود التيار لساعتين فقط. وقد استمر التقنين لفترة، قبل أن يتحسن الوضع حيث تبلغ عدد ساعات القطع أربع ساعات مقابل ساعتين كهرباء. لكن الوضع لا يستقر إلا قليلاً، ومن سرعان ما يعود التقنين لمدة تصل 20 ساعة يومياً بحجج الأعطال والعجز وغيرها، رغم أن طرطوس القريبة (40كم) وقراها القريبة، تتنعم بوفرة الكهرباء لساعات طوال.

وما يزيد المعاناة والتعتير، أن يترافق قطع الكهرباء بانقطاع المياه، والآبار المخصصة لضخ المياه بعضها معطل وبعضها لا يعمل بحجة عدم توفر المازوت، بالإضافة لسوء توزيع المياه وتفضيل بعض الأماكن على غيرها، لوجود "مدعوم هنا وشبيح هناك"، فتعاني بعض الحارات من نقص شديد في الماء، مما يضطر سكانها إلى شراء (10) براميل من الماء بقيمة (1000) ليرة سورية.

جباية فواتير.. والنازحون الضحية

تتم جباية فواتير الكهرباء والماء من كافة بيوت مدينة تلكلخ المأهولة، كما يتم تسجيل رقم العدادات غالباً بشكل عشوائي دون قراءة العداد النظامي، لكافة منازل مدينة تلكلخ المأهولة وغير المأهولة وحتى المدمرة.

وقد قام النازحون من الزارة والشواهد والحصرجية، المقيمون في مدينة تلكلخ، بدفع كافة فواتير الكهرباء والماء المترتبة على البيوت التي اضطروا لسكنها وإصلاح أغلبها، حيث فرض عليهم دفع كامل الفواتير المتراكمة منذ بداية الثورة بشكل كامل، ويتم الإجبار على الدفع، غالباً على دفعات، تحت تهديد بقطع الماء والكهرباء بشكل نهائي أو الطرد من المنزل.

ومازال تسجيل الفواتير يتم بشكل عشوائي لكافة البيوت دون مراجعة العدادات من قبل مؤسستي المياه والكهرباء.

معونات لا تغني ولا تسمن

 كانت وماتزال إلى شهر مضى، تُوزع معونات وكل شهرين مرة واحدة، وهي عبارة عن كرتونة لا تتجاوز قيمتها (5) آلاف ليرة سورية، ولكن تقديمها يكون بشروط.

حيث قام الهلال الأحمر السوري بإعادة تسجيل أسماء المستحقين للإعانة المقدمة للأهالي من سكان مدينة تلكلخ والقرى النازحة إليها، والتي كانت تشمل كرتونة غذائية.

 حيث طُلب من الأهالي المسجلين إجراء مقابلة مع لجنة تم إرسالها من قبل منظمة الهلال الأحمر إلى مدينة تلكلخ للاجتماع بالأهالي المسجلين، وإحضار دفتر العائلة وهوية كل من الزوجين والأولاد الذين تجاوزت أعمارهم (18) عاماً، إلى جانب صور عن صفحة دفتر العائلة لكل ولد دون (18) سنة.

 وبناء على ذلك، تم شطب العديد من العائلات اللاتي لم تتمكن من إحضار هذه الوثائق (فبعضهم فقدها باحتراق ونهب منازلهم ولم يستطع استخراج البديل خوفاً من "التفييش الأمني" الذي يجرى عند كل ضبط جنائي خوفاً من الاعتقال)، وبالتالي فقد تم شطب حوالي (200) اسم وعائلة من عدد المسجلين الذي كان يقارب (700) عائلة.

 والعائلات التي تمت إعادة تسجيلها، منحت إشعار تستطيع من خلاله الحصول على المعونة كل شهرين لمدة ستة أشهر.

وقد تم توزيع كرتونة منظفات لكل عائلة مسجلة تحوي (8 أكياس مسحوق غسيل يحتوي كل كيس نصف كيلو، علبتين سائل جلي، علبتين معجون أسنان، فرشاة أسنان عدد 3، علبة شامبو حجم صغير، معجون حلاقة للرجال، مجموعتان شفرات حلاقة رجالية تحوي كل مجموعة (6) ماكينات، (13) قطعة صابون، حفاضات صحية نسائية عدد 3 )، ولم يشمل التوزيع على كرتونة غذائية.

 نشاطات اليونيسيف في مدينة تلكلخ محدودة أمام احتياجات لا محدودة

اقتصرت نشاطات منظمة اليونيسيف في مدينة تلكلخ وريفها على إقامة دورات تعليمية كدورات تقوية لطلاب المرحلة الابتدائية ابتدأت بها في الصيف المنصرم.

والآن تُستكمل هذه الدورات حيث أقيمت دورة تعليمية بعدد أيام الدوام (من الأحد إلى الخميس) لمدة ساعتين يومياً بعد الدوام مباشرة، تقوم بالتدريب مُدرسة الصف نفسها حيث تتقاضى أجر  (300) ليرة سورية عن الساعة الواحدة.

وماتزال الفجوة في اتساع بين ما يحتاجه الأهالي والنازحون، وما يقدم إليهم من كافة الجهات.


ترك تعليق

التعليق