في المنطقة الغربية من درعا.. خسائر مليونية للمزارعين بسبب المعارك مع "لواء شهداء اليرموك"

تسببت المعارك المحتدمة في ريف درعا الغربي، بين الجبهة الجنوبية وحليفتها النصرة وأحرار الشام من جهة، وبين لواء شهداء اليرموك وحليفته حركة المثنى الإسلامية من جهة أخرى، بخسائر كبيرة لمزارعي المنطقة الغربية، قُدّرت بملايين الليرات السورية.

وأشار عدد من المزارعين إلى أن "انقطاع الطريق الواصلة بين المنطقة الغربية وبين المناطق الأخرى، بسبب الاشتباكات، أدى إلى كساد محاصيل الكوسا والبازلاء والخيار والفول والفاصولياء، التي يعتمد عليها المزارعون في تحسين مداخيلهم، لافتين إلى أن إغلاق الطرق إذا ما استمر سيلحق خسائر كبيرة بمحصول البندورة، الذي أوشك المزارعون أن يبدؤوا بجمعه وتسويقه.

وأكد عبد الله، مزارع من المنطقة الغربية، أنه مُني بخسائر كبيرة لعدم قدرته على تسويق إنتاجه من الكوسا، ونقله إلى دمشق وأسواق التصريف في مناطق محررة أخرى من ريف درعا، نتيجة إغلاق الطرق ومنع الحركة عليها، موضحاً أنه انتظر عدة ساعات للخروج من المنطقة الغربية، لكن الطريق كان مغلقاً، ما اضطره  للعودة إلى بلدته، وبيع حمولة سيارته البالغة نحو 3 طن، بأقل من 20 ليرة سورية للكغ الواحد، فيما يُباع الكغ في أسواق دمشق بنحو 75 ليرة سورية.
 
فيما أكد حمزة، مزارع من نفس المنطقة، أنه اضطر لبيع الكغ من الخيار البلدي بنحو 100 ليرة سورية، بعد أن انتظر لعدة ساعات أملاً في أن يفتح الطريق، ولكنه عاد أدراجه إلى منطقته ليستجدي الناس وتجار المنطقة لتعويض بعض من خسائره, وشراء بعض من حمولة سيارته البالغة نحو 2 طن، علماً أن الكغ من الخيار يُباع في الأسواق بنحو 250 ليرة سورية.

بدوره، قال جهاد، مزارع أيضاً، إن خسائره كبيرة, لعدم قدرته على نقل إنتاجه من البازلاء والفاصولياء لنفس الأسباب، مما اضطره إلى بيع البازلاء التي تباع في الأسواق بـ250 ليرة سورية بنحو 100 ليرة الكغ الواحد، والفاصوليا الخضراء بنحو 150 ليرة سورية للكغ، رغم أن سعرها يتجاوز الـ 350 ليرة سورية في الأسواق.

وأكد المزارعون أنه إذا ما استمر إغلاق الطرق نتيجة الاشتباكات ستكون الخسائر أكبر، لأن هذه المحاصيل سريعة الكساد إن لم تُسوّق في أوقاتها المحددة، ما سيُخرج الكثير منهم من العمل في الإنتاج الزراعي في المواسم القادمة، لافتين إلى أنهم مستثمرون وليسوا مُلاك أرض، ويدفعون أسعاراً عالية ثمناً لمواد الإنتاج الزراعي، بدءاً من استئجار الأرض مروراً بمراحل الإنتاج كاملة، وصولاً إلى دفع أجور المحاصيل للأيدي العاملة، التي تقوم بجنيها وتحميلها لنقلها إلى الأسواق ومن ثم بيعها.

ودعا المزارعون الأطراف المتقاتلة، إلى النظر بحالهم والسماح لهم بالتنقل على الطرق لتسويق إنتاجهم، الذي دفعوا كل مدخراتهم المادية من أجله واستدانوا فوقها، ولو بتحديد فترة قصيرة يُسمح لهم خلالها بالمرور.

وتُشتهر المنطقة الغربية ولاسيما بلدات كويا وبيت ارة وعابدين ومعرية والقصير، الواقعة على ضفاف وادي اليرموك، بزراعة الخضار، ولاسيما الباكورية منها، بسبب خصوبة أراضيها، وتوفر المياه في سد عابدين الذي يروي مساحات مقبولة من الأراضي الزراعية. كما وتُشتهر المنطقة بإنتاج مادة البندورة، التي أوشكت أن تطرح في الأسواق قريباً.

يُشار إلى أن المنطقة الغربية من درعا وخاصة تلك الممتدة من بلدة سحم الجولان التي تبعد نحو 30 كم إلى الغرب من درعا، وصولاً إلى وادي الرقاد الفاصل الطبيعي بين درعا والأراضي المحتلة غرباً، وإلى وادي اليرموك الفاصل الطبيعي مع الأردن جنوباً، تشهد منذ حوالي شهر معارك كر وفر بين الجبهة الجنوبية للجيش الحر من جهة، وبين لواء شهداء اليرموك، الذي يُتهم بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، الأمر الذي خيّم بظلاله على حياة السكان في  المنطقة، وعطّل دورة الحياة الاعتيادية.

ترك تعليق

التعليق