من يحرق أسواق العاصمة؟.. خمس إجابات ليس بينها الماس الكهربائي
- بواسطة ناصر علي- دمشق - اقتصاد --
- 23 نيسان 2016 --
- 0 تعليقات
اليوم يأتي الدور على (العصرونية) بمنطقة العمارة بدمشق، ويعتبر من أهم أسواق العاصمة التجارية، وبالأمس وقبله سوق الهال، وقبله بعض المحال التجارية في الحميدية التي دُمرت بدعوى سقوط قذائف مجهولة ، أو كالعادة، المتهم الوحيد هو الماس الكهربائي في بلد تنقطع فيها الكهرباء نصف يوم على الأقل.
جريمة اليوم تشير إلى أكبر من ماس وإلى أكثر من متهم، وإلى كثر لهم المصلحة فيما يجري، ولأهداف كثيرة بات السوريون يعرفونها ويرون نتائجها.
جريمة اليوم
أكثر من سبعين محلاً تجارياً احترقت اليوم في سوق العصرونية، ومن يعرف السوق يعرف حجم الضرر الواقع وكيف لم تتمكن سيارات الاطفاء ولساعات طويلة من إخماده، وكيف أكلت النار هذا العدد الكبير من المحال.
سوق العصرونية تتلاصق فيه المحال القديمة مع مستودعاتها، وفي أغلبها محال للمواد البلاستيكية والخرداوات، والخشبيات، لذلك كان للنار أن تتمدد بهذه الطريقة المتوحشة.
أضف إلى ذلك ضيق المساحة التي لم تسمح لسيارات الإطفاء بالوصول بشكل يسير، وعدم جاهزيتها الكاملة كل ذلك ساهم في هذه الجريمة، إلى جانب توسط السوق لدمشق القديمة التي تضررت أكثر نتيجة الحرب وإهمال النظام لها.
أطماع التجار
مواطنون علقوا على حريق العصرونية بأنه نتاج أطماع تجار العاصمة وعقاب إلهي لعدم وقوفهم مع ثورة الشعب، والذين لم يرحموا الناس في حمى الغلاء والاحتكار.
يقول أحد المعلقين: (هذا إنذار للناس وللتجار حتى تتقي الله بالبيع ويصير عندها شوي ضمير... طبعاً ربي يعوضهم أحسن من ما فقدوه ولكن يتقوا الله شوي لأن الرحمة ما عاد في لا بإيجار البيوت ولا بالبيع .....إلي عم يصير فينا غضب من الله عزوجل ياناس..... الله يصلح حال الأمة).
آخرون يرون الأمر من باب الاتجار بعقارات المنطقة، وبيعها في ظروف صعبة، وقيام بعض تجار العقارات باللعب على حبل حاجة الناس لشراء عقارات كانت تقدر أسعارها بمئات الملايين قبل الحرب، واليوم يتم الضغط على أصحابها لبيعها بأسعار زهيدة.
معلق آخر يقول: (اليوم حريق هائل في منطقة العمارة والعصرونية والتي تعتبر منطقة أثرية هامة لا يسمح لأي جهة كانت سواء حكومية أو خاصة المساس بهذه المنطقة.. حيث حاول الكثرون سابقاً من أصحاب حيتان المال إقامة مشاريع سكنية وأبراج ضخمة في تلك المنطقة إلا أن كل محاولاتهم بائت بالفشل).
النظام له.. يد
الغالبية ترى مصلحة للنظام وشبيحته في كل ما يجري بالبلد، وخصوصاً بدمشق التي يسيطر عليها ويعمل على إفراغها، وتغيير ديموغرافيتها لتكون نواة لنظام طائفي منسجم.
مواطن يرى أن الأمر من باب أن النظام يشوه حضارة دمشق ويدمرها، وهو بالتالي صاحب المصلحة في هذا الحريق وسواه: (أما هذا الحريق الحاصل اليوم أعتقد لكبره أن النظام السوري المجرم متورط فيه حتى رأسه ....فهذه المنطقة فيها معالم حضارية إسلامية مملوكية وعثمانية ..والنظام منذ بداية الثورة السورية وهو يقتل أحفاد اصحاب هذه الحضارة فمن باب أولى أن يدمر حضارتهم ويحرقها).
آخر يرى أن القصة فيما سيحصل بعد انتهاء الحريق حيث يتم المقايضة على الركام بأقل سعر (بعد إزالة ركام الحريق)، وأن الترميم لن ينفع، هنا يأتي قرار حرامية البلد من "سيادته وأقربائه" بتعويض المتضررين بما يساوي تراب المصاري وإزالة كل شيء وإنشاء مخططهم الخبيث).
الايراني.. حاضر
تجار ومواطنون يعتقدون أن الإيراني يقف وراء الحرائق لأطماع عقائدية وانتقامية، ولتوسعة حاضته وهيمنته الاقتصادية، واقتلاع حجر الزاوية في اقتصاد سوري عريق وهي أسواق العاصمة.
الإيرانيون يلعبون أيضاً في محيط العاصمة عبر مشاريع تقع تحت عنوان إعادة الاعمار كما يحصل في كفرسوسة وشرق المزة والغاية منه الإخلال بالتوازن الديمغرافي لصالح الأقليات وتهجير أبناء السنّة وتدمير حاضنة الثورة.
يعلق تاجر يُعرّف نفسه أنه من أهل السوق: (يا صاحبي هذه المحلات تم حرقها من قبل المخابرات الإيرانية لأن أصحاب هذه المحلات رفضوا بيعها للغزاة الإيرانيين بأي ثمن...وحسب رأيهم هيك يصير شراء هالمحلات أسهل).
الشبيحة يدهم أطول
بعض المواطنين فسر الأمر أن من ينتشرون بالأسواق الدمشقية ويرتدون الزي العسكري هم أصحاب اليد الطولى فيما يجري، فهم يفرضون أتاوات على التجار، وأغلب التجار رفضوا في الآونة الأخيرة، الدفع مقابل الحماية.
يعلق مواطن: (كتير محلات سرقوها وحطو أصحابها بالسجن هناك من يدفع لهم أسبوعياً وهناك شهريات تدفع ..ياسوريين حاجتكم ذل وسكوت يلي بيعرف شي ينشر لا يسكت شوفو أهلنا شو عم بصير معهم شلة حراميه بالبزوريه لابسين عسكري الله اعلم لمين انتمائهم).
دمشق القديمة في خطر
أغلب تعليقات المواطنين تقاطعت حول ضرورة الانتباه لما يحاك لدمشق وتجارها وبشرها من مؤامرة تريد إخراجهم منها، واستبدالهم بالذين يدافعون عن نظام الأسد، وأن على الجميع التوحد للدفاع عن أقدم مدينة في التاريخ البشري.
التعليق