"باروحة".. ملثمون يختطفون الشباب من منازلهم، وطرد للسكان بهدف التغيير الديمغرافي

"باروحة"، قرية صغيرة تقع في ريف حمص الغربي، تبعد ما يقارب 5 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة تلكلخ. كانت تضم قبل الثورة حوالي (2300) نسمة (أكثر من 85% منهم من السُنة وأقلية من العلويين). تجاورها من غربها مباشرة قرية صغيرة تدعى "خربة الجباب" وهي مركز وموطن شبيحة من يعرف بـ "غوار"، ومن الشرق قرية السنديانة، وإلى شمال السنديانة قرية "قميري"، وهذه القرى الثلاث من "العلويين"، تليها قرى وادي النصارى الموالية، والتي تعتبر مصدراً أساسياً لما يُعرف بميلشيات "الدفاع الوطني" -وكان لهذه القرى والميلشيات الدور الأبرز في جرائم المنطقة- وكما تحدها مباشرة من الشمال قرية "الزارة" الغنية عن التعريف بمسافة تقارب 4 كم.

تمتاز قرية "باروحة" بوفرة الأراضي الزراعية والمواشي، وتكثر فيها أشجار الزيتون والتين والرمان والكروم والبيوت البلاستيكية، كما تمتاز بتصنيع الألبان والأجبان والسمن العربي والزبدة العربية يدوياً، وتُوزع منتوجاتها على محلات بيع الألبان والأجبان في المنطقة.

 كما تمتاز قرية باروحة بمنظر جمالي لاتساع رقعة أراضيها الزراعية وكثرة أشجارها وجمال منازلها.

وقد تميز سكان قرية باروحة قبل الثورة بمدخول مادي جيد فهم أصحاب الأرض والماشية وهم اليد العاملة رجالاً ونساء.

"باروحة" تدفع ثمن موقعها الجغرافي والديمغرافي

لم يشارك سكان قرية "باروحة" بأي نشاط يُذكر في الثورة القائمة في القرى القريبة منها ولكن بعد سيطرة ميليشيات "الدفاع الوطني" على مدينة تلكلخ عملت ميليشيات قرية باروحة والقرى العلوية المحيطة (مجموعات غوار المشهورة ببطشها وطائفيتها وجرائمها وعمليات النهب والخطف في المنطقة)، على إفراغ هذه القرية من سكانها، فـ "باروحة"، القرية السنية الوحيدة ضمن خليط من القرى العلوية والمسيحية، أهمها قرى (الخربة والسنديانه وقميري) و(قرى الحواش وعين العجوز وباقي قرى وادي النصارى).

وقد عمدت هذه الميليشيات إلى الاعتداء على الشباب والدخول ملثمين ليلاً لمنازلهم واعتقالهم واقتيادهم إلى وجهات غير معروفة.

وحالياً هناك العشرات من أبناء القرية "السُنة" مفقودين أو معتقلين.

كما قام الشبيحة بالاستيلاء على أراضيهم وماشيتهم والاعتداء بالضرب والتهديد على كل من يعترض.

الأمر الذي دفع أغلب سكان قرية "باروحة" من الطائفة السُنية إلى الهرب إلى لبنان ولم يبقى فيها أي شاب فقط بعض الرجال الكبار في السن والنساء والأطفال، وتم منعهم من العمل في أراضيهم، الأمر الذي دفع بنساء وفتيات قرية "باروحة" المتبقين في منازلهم (حوالي 15عائلة فقط) إلى العمل في أراضي القرى المسيحية بمبلغ  (150) ليرة سورية في الساعة الواحدة.

تغيير ديموغرافي ممنهج

يتم بشكل ممنهح ومتعمد العمل على الاستيلاء على بيوت القرية "السُنية" المُهجّر سكانها واستبدالهم برعاية ميلشيوية طائفية بمستوطنين من العلويين من قرية "جبورين"، إحدى قرى ريف حمص، وبعض النازحين الشيعة من ريف حلب.

حرمان للتلاميذ والطلاب السُنة من التعلم في مدارس القرية

وقد حُرم طلاب أهالي قرية باروحة  والنازحين "السُنة" إليها من المدارس عاماً كاملاً (العام الدراسي 2014- 2015)، حيث يتم الاعتداء عليهم ضرباً كلما ذهبوا إلى المدرسة من قبل أبناء "العلويين"، كما امتنع الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى مدارس تلكلخ بعد التهديد بالاعتداء عليهم في الطريق.

 ففي قرية "باروحة" مدرسة ابتدائية ومدرسة إعدادية وثانوية، ويدرس فيها طلاب القرى المجاورة غالبيتهم من أبناء "العلويين".

وبعد عدة وساطات من قبل الأهالي وقوات الأمن سُمح للطلاب بالدراسة في مدارس تلكلخ للعام الدراسي (2015/2016) بكُلفة سير لكل طالب 200 ليرة سورية يومياً (100 ليرة ذهاباً، و100 ليرة إياباً)، وتكفل بايصالهم أحد السائقين العلويين "ولكن إلى حين".

كما توقفت السيارات العامة من الذهاب إلى قرية باروحة فيضطر المواطن لدفع أجار سيارة (500 ليرة سورية ذهاباً و500 ليرة سورية إياباً) إلى مدينة تلكلخ لتلبية احتياجاتهم.

عمليات طرد واستيلاء على منازل وأملاك السُنة في باروحة

وفي يوم الجمعة بتاريخ 8/4/2016 وبعد فعالية (لقاء المحبة) الذي عُقد في مدينة تلكلخ، تم الهجوم "من قبل شبيحة غوار بقيادة شقيقه"، على الأهالي السُنة المتبقين من قرية "باروحة"، والنازحين السُنة "7 عائلات من الزارة"، وطردهم من منازلهم والاستيلاء عليها، وتم تجميعهم في منزل واحد والاعتداء بالضرب على من تجرأ بالاعتراض من كبار السن من الرجال.

مدير منطقة عاجز وقوى أمن طائفية متواطئة

 تقدم بعض الأهالي بالشكوى لدى مدير منطقة تلكلخ، ولدى جهات الأمن العسكري وغيرها، وتم استدعاء بعض قادة المجموعات إلى منطقة تلكلخ، عندها اعترفوا بأن ما تم، تم بشكل متعمد، ولن يتراجعوا عن الاعتداء والطرد والاستيلاء على البيوت والأراضي السُنية، "فهم أولى بها".

لم يجرؤ مدير المنطقة "المحسوب على السُنة بالشكليات"، على الإتيان بأي تصرف -فهو عاجز تماماً ولاحول ولا قوة- ولم تقم أي قوى أمنية بالدخول إلى "باروحة" لإعادة الأهالي إلى منازلهم، فالأمن يُدار من قيادات طائفية، وكل هذه الأحداث الواقعية بعيدة عن تغطية وسائل الإعلام.

ترك تعليق

التعليق