"الشنكليش" بريف حمص.. أغلى من الجبنة البلدية

تضاعفت كلفة تصنيع مونة الأسرة السورية من مادة "الشنكليش"، التي تعد من أهم أنواع المقبلات في سوريا عامة، ومحافظة حمص خاصة.

وتضاعفت كلفة تصنيع "الشنكليش" 8 مرات تقريباً عما كانت عليه قبل 5 سنوات من الآن.

وذكر مراسل "اقتصاد" في حمص أن الكيلو غرام الواحد من المادة المذكورة يباع حالياً بـ 1000 ليرة سورية، أي بزيادة 200 ليرة عن سعر كيلو جبنة البقر البلدية. وأشار إلى أن سعره يختلف من مدينة إلى أخرى..


 وعلم موقع "اقتصاد" أن سبب جنون أسعار "الشنكليش"، انقراض جزئي للثروة الحيوانية في سوريا نتيجة الحرب، وارتفاع ثمن المحروقات، وخاصة مادة الغاز، حيث تجاوز سعر أسطوانة الغاز بالريف الشمالي 20 ألف ليرة، باعتبار أن "صناعة الشنكليش" تحتاج إلى نار قوية لغلي الحليب ومن ثم غلي مصل اللبن للحصول على مادة "القريشة"، والتي يُصنع منها الشنكليش أو ما يعرف بـ "السوركي".

تقول السيدة فاطمة أم عبدو (80 عاماً)، من ريف حمص، لمراسل "اقتصاد": "يصنع الشنكليش من مادة القريشة المستخرجة من اللبن الخالي الدسم، ومن ثم يضاف إليها تشكيلة من البهارات، مثل الكمون وحبّة السودا والفليفلة الحمراء الناعمة، ثم تقسّم عجينة القريشة إلى كرات متساوية، تشبه كرات التنس، وتوضع هذه الكرات بالظل، أو على سطوح المنازل بالريف، لمدة تتراوح ما بين (4-6 أيام)، لكي نجففها، ومن ثم توضع في أوعية محكمة الإغلاق وبالظل، لمدة تتراوح ما بين (3- 4 أشهر).


وأكدت أم عبدو بأن الهدف من وضع الأقراص بأوعية محكمة الإغلاق كلياً، وبالظل، حدوث عملية تخمّر للقريشة، حيث يتحول لونها من الأبيض الناصع إلى اللون البني الفاتح..

 ورداً على سؤال آخر لموقع "اقتصاد" عن طريقة تناول "الشنكليش" بريف حمص، قالت السيدة أم عبدو: "بعد عملية التخمّر تغسّل أقراص "الشنكليش"، وتُغمّس بمادة الزعتر البري الناعم، الذي يعطيه مذاقاً لذيذاً جداً، ويُقدّم غالباً في وجبات الفطور باعتباره نوع من أنواع المقبّلات في بلاد الشام"، منوهةً إلى أن طريقة تصنيع وتناول "السوركي"، تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي ريف حمص الشرقي يصنع "الشنكيش" من حليب الغنم الصافي، ويكون قاسياً جداً بعد تخمره، ويأكله الناس على الفطور والعشاء ويخلط بالبيض المقلي بالسمن العربي، أو مع قطع البصل اليابس الناعمة، أما بريف حمص الشمالي فيصنع "الشنكليش" من حليب البقر، ويكون طرياً بعد عملية التخمير، وتضاف إليه مادة البندورة والنعناع.

ترك تعليق

التعليق