في الحسكة.. التبولة بلا بندورة، والأكراد يُغلقون فيما بينهم المعابر


صعود الأسعار تحدٍ جديد يواجه سكان محافظة الحسكة، إلى جانب قلقهم من النواحي الأمنية والاجتماعية وقلة الخدمات وشح مياه الشرب، فضلاً عن التقنين في ساعات وصول التيار الكهربائي وتجنيد أبنائهم للقتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" سواء من قبل قوات النظام أو حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

الارتفاع السريع والمفاجئ لأسعار المواد الغذائية وأسعار الخضر والفواكه والمواد الأساسية الأخرى، يرتبط بارتفاع أجرة النقل وأسعار المحروقات (مازوت، البنزين، وغاز)، فهناك علاقة متبادلة بين ارتفاع المحروقات وأجور النقل، فيما سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وصل إلى 520 ليرة، الأمر الذي يلعب الدور الحاسم في هذا الارتفاع الجنوني للأسعار، وفق شهود عيان.

تروي السيدة "شمسة" (45 عاماً) لـ "اقتصاد"، إن الأسعار تحولت لتكون حديث الناس اليومي، وحتى مدعاة للتندر في منطقة رأس العين، بعد تخطي سعر 1 كغ من البندورة حاجز الـ1500 ليرة متجهاً نحو 2000 ليرة سورية، والفليفلة ٢٥٠٠ ليرة سورية، بينما سعر البطاطا 500 ليرة سورية.

قال السيدة شمسة، إنها وجاراتها يتحدثن كثيراً حول الأسعار وارتفاعها غير المسبوق، لكنهن لا يعرفن السبب الحقيقي لهذا الارتفاع، رغم الحديث عن إغلاق المعابر من جهة العراق وتركيا، مشيرة إلى أن زوجها يحب الفليفلة على طعام الغداء الأمر الذي دفعه يوم أمس (السبت) لشراء 4 قرون منها بسعر 400 ليرة أي أن القرن الواحد أمسى بـ 100 ليرة.

وأشارت إلى أنها حاولت صناعة التبولة لأولادها فكانت من دون بندورة لأنها ثمن حبة البندورة التي أرادت شرائها كان بـ 350 ليرة سورية، لذا عدلت عن شرائها وصنعتها بما توفر لها من الخضار، لافتة إلى أن الخس هو أرخص أنواع الخضرة لأن الفلاحين المحليين طرحوا إنتاجهم في السوق فهي تشتريها بحدود 50 ليرة سورية.

وأكد "محمود أبو عبد الرحمن"، (40 عاماً)، أن التجار الكبار يتحكمون بالأسعار تماشياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، كما يتذرعون بأن أجور النقل تكلفهم الكثير بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وفرض الضرائب على مرورهم بالحواجز، خاصة حاجز حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في بلدة المبروكة غرب مدينة رأس العين، الذي أمسى المدخل الوحيد لشاحنات المواد الغذائية إلى المحافظة، بعد منعها من الدخول عبر الطرق الأخرى.

وأوضح الرجل أنه تحاور اليوم مع صاحب أحد المحلات بمدينة القامشلي بشأن ارتفاع الأسعار، فأجابه أن القضية تبدأ من حاجز المبروكة، الذي يمنع الشاحنات من إكمال طريقها لداخل المحافظة، ويلزم أصحابها بتفريغ حمولتها إلى سيارات يأتي بها التاجر المستورد لها من المحافظة مع حمالين لتحميلها مرة أخرى إلى السيارات الجديدة، وجميع هذه التكاليف تضاف إلى ثمن المادة، لأن التاجر لا يرضى بالخسارة بل يحمّلها للناس المستهلكين.

ولفت الرجل إلى أن السكان يتساءلون عن سبب سماح الإدارة الذاتية، ببيع 1كغ من البندورة خلال الأيام الماضية بـ 1300 ليرة سورية رغم أنها حددت سعرها بـ 500 ليرة، ما يعني أن التجار لا يبالون بشيء ولا يوجد من يردعهم.

إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي الذاتية، تتهم سلطات إقليم كردستان العراق بإغلاق معبر "فيش خابور" المائي (على نهر دجلة)، من جانبها، منذ شهر تقريباً، أمام الحركة التجارية، لتشكل ضغطاً اقتصادياً عليها، الأمر الذي تسبب في ارتفاع الأسعار.

ترك تعليق

التعليق