"اسطنبول وأنا".. مبادرة شبابية ترصد يوميات اللاجئين ونجاحاتهم في العاصمة التركية


تتنوع المبادرات الإنسانية والإبداعية في أوساط اللاجئين السوريين في تركيا بتنوع اتجاهات وميول ورسالة مطلقيها، ونادراً ما نجد مبادرة منها تحقق أهدافاً عامة وتطال شريحة أخرى غير شريحة اللاجئين.

 ومؤخراً أطلق ناشطون من عدة دول من بينهم سوريون مبادرة اجتماعية بعنوان "اسطنبول وأنا" Istanbul&I تجسد إنسانية هذه المدينة من خلال قصص ملايين الناس الذين تحتضنهم في ثناياها من جميع أنحاء العالم.

 وتهدف هذه المبادرة الشبابية إلى تسليط الضوء على حياة اسطنبول من الداخل ويومياتها التي تضج بالحياة من خلال عيون الناس الذين يسكنون فيها وعبر رواية هؤلاء الناس، سواء كانوا أتراكاً أو أجانب، لقصصهم وتجارب نجاحهم.

يضم فريق المبادرة مجموعة كبيرة من الشبان متعددي الجنسيات-كما تقول المهندسة غزل صبح- لـ"اقتصاد" مشيرة إلى أن "الفريق يضم مصممين، مصورين، ومصورين للفيديو و Marketing ( باعة العمولة)، والصحفيين من مختلف دول العالم".


ينسرب أعضاء الفريق إلى شوارع وحارات وأحياء اسطنبول صباح كل يوم لرصد قصص الناس والتقاط صور ضوئية أو مقاطع فيديو أثناء رواية هذه القصص التي يتم ترجمتها إلى اللغات الإنكليزية والتركية والعربية، وتُنشر على صفحة المبادرة في موقع "فيسبوك".
 
أنجز فريق "اسطنبول وأنا" خلال الأسابيع الماضية تقارير متعددة عن أكل الشارع وعن المرأة والمواصلات، ونقل الفريق قصصاً لباعة جوالين كـ"بائع الكستنا" وتجارب نجاح لسيدات سوريات، كما أجرى أعضاء الفريق مقابلات مع سائقي باصات داخل اسطنبول وعبّارات على ساحل البحر المتوسط.

 ولفتت محدثتنا إلى أن "هناك أكثر من قصة أثرت في أعضاء الفريق ومنها قصة زوجين عاشا في دبي وقررا –كما تقول- أن يغيرا اختصاصهما فأصبح الزوج طياراً بعد أن كان مهندس ميكانيك وتحولت الزوجة إلى صانعة أفلام بعد أن كانت صحفية".

ومن هذه القصص بحسب م. صبح، "قصة الفتاة العراقية التي خسرت والدها وأخوتها في الحرب الأميركية على العراق، وقررت أن تأتي إلى اسطنبول وتبدأ حياتها من جديد بقوة وإصرار على العيش، حيث درست ماجستير أعمال وأنشأت مكتبة ثقافية".
 
اشترك عدد من أعضاء الفريق في مسابقة بعنوان hackathon حول تصميم موقع أو تطبيق الكتروني يساعد اللاجئين السوريين بطريقة أو بأخرى، وتشير محدثتنا إلى أن الفريق الصغير حصد الجائزة الأولى في هذه المسابقة من خلال تصميمه موقعاً الكترونياً أُطلق عليه اسم hand to heart ويعمل على مساعدة اللاجئات السوريات اللواتي يصنعن منتجات يدوية ويتم تسويقها من خلال الموقع.

 وتواصل الفريق -بحسب محدثتنا- مع أكثر من امرأة منتجة لتسويق منتوجاتهن عن طريق الموقع الذي سيكون قيد التفعيل خلال فترة قصيرة.


وأوضحت محدثتنا أن الفريق سيسعى لتسويق الأعمال التي ينتجها السوريون عن طريق "الويب سايت" إلى السوق الأوروبي وبيعها وشحنها وإيصال ثمنها إلى أصحابها.

 ولفتت م. غزل صبح إلى أن "أغلب الأيدي الماهرة وأصحاب الأفكار المنتجة في أوساط اللاجئين السوريين بتركيا يفتقرون إلى التمويل الأمر الذي يحد من انتاجهم أو اقتصار هذا الإنتاج على الطلب، وهناك –كما تؤكد محدثتنا- مشكلة في عدم توفر مكان للعرض، علاوة على ضيق سوق البيع واقتصاره على المعارف وصفحات السوريين من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فحسب".

ترك تعليق

التعليق