"الدولار التدمري".. يخبو في اليوم التالي
- بواسطة إياد الجعفري - اقتصاد --
- 30 آذار 2016 --
- 0 تعليقات
ربطت وسائل إعلام النظام ومنظّريها، بين سيطرة قوات النظام على مدينة تدمر وبعض مواقع النفط والغاز والثروات الباطنية في محيطها، وبين ارتفاع سعر صرف الليرة يوم أمس الأول.
وتحت عنوان "الدولار التدمري"، هللت "سيرياستيبس" و"صحيفة الثورة"، وصحف ووسائل إعلام موالية أخرى، للأبعاد الاقتصادية التي تعنيها سيطرة قوات النظام على تدمر، وعلى المكامن الباطنية الهامة في محيطها، وعلى طريقها.
البداية بالغاز
بعد سيطرة قوات النظام على تدمر، يعتقد مختصون أن النظام سيتمكن من زيادة إنتاج الغاز الخاضع لسيطرته بنسبة تقارب 35%، مقارنة بما يُنتجه حالياً.
ويرى المختصون أن النظام سيتمكن من تحصيل 3 مليون متر مكعب جديدة من الغاز، ليرفع نسبة إنتاج المناطق الخاضعة لسيطرته، إلى 12.5 مليون متر مكعب، أي بنسبة 40% من مجمل إنتاج سوريا من الغاز.
فيما يراهن أنصار النظام، ووسائل إعلامه، على زيادة إنتاج الغاز لصالح النظام بنسبة تصل إلى 70%، بمعدل 6 مليون متر مكعب، ليصبح مجمل الإنتاج 15.5 مليون متر مكعب، بنسبة تتجاوز نصف إنتاج سوريا من الغاز.
فبعد وضع بئر صدد للغاز، شرق حمص، بالخدمة، باستطاعة 500 ألف متر مكعب من الغاز يومياً، تمكنت قوات النظام من السيطرة على تدمر، وعلى حقل الهيل للغاز، القريب منها، والذي يمكن أن يضخ 500 ألف متر مكعب أخرى من الغاز.
ويتوقع متخصصون أن يتمكن النظام من إصلاح الخط الواصل بين حقول الغاز ومعمل إيبلا وهذا سيضيف 2 مليون متر مكعب، وفق مصادر إعلامية موالية.
إلى جانب ذلك، يراهن النظام على تفعيل العمل بغاز جنوب المنطقة الوسطى في الرقة، الذي أصبح جاهزاً، حسب وسائل إعلامه، بمعدل 1.2 مليون متر مكعب، قابلة للزيادة خلال عام إلى 3 ملايين متر مكعب.
ما سبق يعني تخفيف عبء فاتورة المستوردات من المشتقات النفطية، الأمر الذي يراهن أنصار النظام أنه سينعكس على سعر صرف الليرة.
ومن ثم.. الفوسفات
لا يعتمد رهان منظّري النظام على الغاز المُسترد إلى قبضته بعد السيطرة على تدمر، فقط، بل هناك أيضاً مناجم الفوسفات القريبة جنوب المدينة، والتي تعني السيطرة عليها، أن النظام قد يتمكن من تصدير 200 ألف طن شهرياً من الفوسفات، بإيرادات شهرية تُقدر بحوالي 20 مليون دولار، أي 240 مليون دولار سنوياً.
وهو أمر يعتقد منظّرو النظام أنه سينعكس أيضاً، بصورة إيجابية، على سعر صرف الليرة.
فماذا عن سعر صرف الليرة؟
يربط منظّرو النظام بين "انتصاراته" في تدمر، وبين ارتفاع سعر صرف الليرة يوم أمس الأول الاثنين، حيث خسر الدولار بدمشق، 20 ليرة على الأقل.
لكن، لا يبدو أن التأثير المعنوي لـ "انتصارات" النظام في تدمر، دامت طويلاً، إذ عاد الدولار للارتفاع مجدداً، يوم أمس الثلاثاء، واستعاد الدولار بدمشق، 10 ليرات في أقل التقديرات.
أما "الانتصارات" ذاتها، فهي ما تزال في موضع التهديد. إذ يعتقد مراقبون أن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيشن هجوماً عكسياً على تدمر قريباً، أو على الأقل، سيستنزف مقاتلي النظام في محيطها، بهجمات الانتحاريين والمفخخات، خاصة على أبواب منشآت النفط والغاز والفوسفات، كما سبق وفعل، في منشآت النفط والغاز، بريف حمص الشرقي، والتي تبادل التنظيم والنظام السيطرة عليها، أكثر من مرة على مدار سنة ونصف، قبل أن يُحكم النظام سيطرته عليها أخيراً، مقابل خسائر بشرية كبيرة.
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الأثر النفسي لـ "انتصارات" النظام في تدمر، دامت طويلاً. فقد خبا ألق تلك "الانتصارات" في اليوم التالي تماماً، على صعيد سعر صرف الليرة.
كما أنه من المبكر جداً الرهان على مكاسب النظام من المكامن الباطنية في محيط تدمر، في الوقت الذي لم ينجلي بعد غبار المعركة في تلك المنطقة، بينه وبين تنظيم شرس، عُرف بمهاراته في الاستنزاف والمفاجأة، أكثر منه على صعيد المواجهات المباشرة مع الجيوش النظامية.
التعليق