ما هي الأسباب التي تدفع السوريين إلى مغادرة عينتاب التركية؟


تقدر إحصائيات رسمية عدد السوريين المسجلين في مدينة عينتاب التركية بأكثر من 325 ألفاً، وترتفع هذه الإحصائية بحساب عدد السوريين المقيمين وغير المشمولين بنظام الحماية المؤقتة في المدينة إلى ما يقارب النصف مليون لاجئ.

 وحصيلة هذا الارتفاع الكبير في عدد السوريين في مدينة صغيرة إلى حد ما، ولا تتوفر فيها فرص العمل بكثرة كعينتاب، تتضح يومياً من خلال هجرة الكثير من السوريين إلى المدن التركية الأخرى، بحثاً عن فرص عمل في أماكن أخرى.

 ويعزو اقتصاديون انحسار فرص العمل في المدينة إلى اعتبارات كثيرة من بينها، منافسة السوريين لبعضهم البعض، من خلال التشابه الكبير في الأنشطة التجارية، والشريحة المستهدفة أيضاً.

 الاعتبار الآخر الذي لربما أثر على حياة السوريين في المدينة، يكمن في الاشباع العقاري الذي حققته السوق العقارية في المدينة، بعد أن شهد هذا القطاع نمواً واسعاً في الأعوام الثلاثة السابقة، وهذا على ما ذكره لـ"اقتصاد"، التاجر العقاري سهيل عيد، مؤكداً توقف حركة العمران في المدينة بشكل شبه كامل، وهو ما أدى إلى خسارة العمال في مجال البناء لفرص العمل.

أما عن الاعتبارات الأخرى، فيشير رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات الخيرية، والمنظمات الإغاثية، الدكتور عبد الرحمن علاف، إلى تمتع العمالة التركية بالمهارات التدريبية التي تخولها المنافسة على فرص العمل، وهذا بخلاف العمالة السورية، على حد تقديره.

ويوضح علاف في حديثه لـ"اقتصاد": "يستحوذ العمال الأتراك على الجزء الأكبر من فرص العمل في المعامل الصغيرة منها والكبيرة، نظراً للمهارات التدريبية التي يمتلكها العمال الأتراك".

 وبحسب علاف، فإن إغلاق الاستثمارات السورية الصغيرة في المدينة نتيجة الفشل، اعتبار آخر لا يمكن اغفال تأثيره، هذا الفشل ساهم إلى حد كبير في تكبد السوريين لخسارات مالية كبيرة، والذين ساهموا بتوقفهم عن العمل، في تقليص فرص العمل المتاحة للسوريين عموماً.

 وأكثر من ذلك، يقلل علاف من نجاح بعض المستثمرين السوريين في المدينة، ويردف "لم يستطيع المستثمر السوري باستثناء حالات قليلة، أن يستهدف الشريحة الأصلية التركية، لأن الحديث عن استهداف الشريحة السابقة هو مقياس النجاح التجاري".

 من جانب آخر، يضع التاجر العقاري سهيل عيد، غلاء إيجار منازل عينتاب، على رأس الأسباب التي تدفع بالسوريين إلى الهجرة عن المدينة، ويوضح: "مقارنة بفرص العمل القليلة، فإن الإيجار في عينتاب هو الأغلى من بين المدن التركية، وخصوصاً إذا ما تحدثنا عن أنقرة واستانبول وغيرها".

ترك تعليق

التعليق