"ملتقى المكارم" بمعضمية الشام.. عام على الانطلاقة يُبشّر بالعطاء المستمر

واظبت مريم (16 عاماً) على حضور جلسات دورة التمريض في ملتقى المكارم بمدينة معضمية الشام.

وعلى الرغم من عدم حصولها على شهادة التمريض غير الرسمية من الملتقى بسبب ظروف قاهرة؛ أكدت مريم الفائدة الكبيرة التي جنتها خلال حضورها جلسات الدورة والتي استمرت شهراً كاملاً.

ولم تبد مريم أي تذمر تجاه تردي الوضع الخدمي في الملتقى من حيث التدفئة والإنارة، إذ إن هذا الواقع يعيشه أربعون ألف نسمة في مدينتها المحاصرة منذ سنوات.

 التأهيل ونشر الوعي أولاً

مدير الملتقى، الأستاذ عبد الرزاق طقطق، قال لـ "اقتصاد" أن عاماً كاملاً مضى على انطلاقة الملتقى الذي يعد مدرسة تعليمية ومركزاً لنشر الوعي ومكتباً للإرشاد النفسي ومكتبة تضم مئات الكتب المتنوعة في آن معاً.


ويؤكد طقطق أن الملتقى أطلق منذ شباط الماضي عملية تربوية تهدف لتأهيل الطلاب بعد معاناتهم الطويلة في ظل الحرب الدائرة في سوريا والتي نالت مدينة المعضمية بريف دمشق، نصيباً وافراً منها.

ويضيف بالقول: "كان قصدنا إخراج الطلاب من جو الحرب وإرجاعهم إلى مقاعد الدراسة، نعم .. نحن نُدّرس مناهح النظام لكننا نعطي للمدرس مساحة كبيرة في تصحيح الأخطاء المنهجية والتاريخية التي يزرعها منهاج النظام التربوي".

 ماذا يقدم الملتقى؟

نشاطات متنوعة يقدمها ملتقى المكارم وعملية تربوية وتعليمية طالت المئات من شباب المدينة وتستمر إلى اليوم وربما ستثمر غداً جيلاً مؤهلاً لمتابعة التعليم العالي ليساهم في سوريا المستقبل.

الأستاذ طقطق يقول حول ما يقدمه الملتقى: "إضافة لتدريس طلاب الشهادتين يقدم الملتقى دورات في العلوم الشرعية واللغة العربية والحياكة والتمريض وإعراب القرآن الكريم كما يقدم نشاطات اجتماعية كمكتب الإرشاد النفسي الذي يقدم ندوات عامة للرجال والنساء في المجال النفسي الاجتماعي".

ويضيف طقطق: "طبعاً كل هذه الخدمات مجانية فنحن لا نتقاضى أي شيء بالمقابل وإن كنا نحصل على الدعم المالي واللوجستي من بعض الأهالي بين الفينة والأخرى".

 زبدة القول

جهد كبير يبذله كادر الملتقى، وعمل جاد سيؤتي ثماره قريباً يقدمه هذا المركز، هنا يتضافر الإرشاد مع التوعية إلى جانب التعليم الهادف والملتزم بمبادئ الثورة، إنه عمل يستحق الاهتمام وتسليط الضوء والدعم اللازم في أقل الأحوال..

ترك تعليق

التعليق