الفلافل.. إذ تعود إلى موائد أهالي معضمية الشام
- بواسطة محمد كساح – خاص - اقتصاد --
- 15 آذار 2016 --
- 0 تعليقات
تعود أكلة الفلافل لتتصدر المائدة التي تتحلق حولها الأسر في مدينة معضمية الشام.
ومع أن معبر المدينة لم يفتح؛ تمكنت هذه الأكلة الشعبية الشهيرة والتي انقرضت من المدينة لأكثر من عام، من البروز -اليوم- كطبق رئيسي في وجبات الفطور والغداء.
بلال (22 عاماً) تحدث لـ "اقتصاد" حول الموضوع، فقال: "أدخلت الأمم المتحدة وجبات غذائية متنوعة، طحين وعدس وبرغل ورز وزيت، وكان من بين هذه الأغذية كيس من الحمص مع كل وجبة يزن 6 كيلو غرام، وهكذا خطرت في بال الجميع نفس الفكرة، فاحتلت أكلة الفلافل وجباتهم اليومية".
ويقول بلال: "عند مرورك بأي حي من أحياء المدينة سيكون بإمكانك التعرف على رائحة مشابهة في جميع الحارات، إنها رائحة هذه الأكلة وهي تقلى بالزيت حتى تحمر".
أكلة محبوبة
كانت الفلافل أكلة يومية للسوريين منذ عشرات السنين، ودائماً توافد السوريون بالعشرات على بائعي الفول والحمص والفتات ليشتروا حاجتهم من هذه الأكلات، بينما تتصدر أقراص الفلافل المحمرة جيداً قائمة المشتريات.
مريم (16 عاماً) قالت لـ "اقتصاد" إن ظروف صنع هذه الأكلة اختلفت عما كانت عليه في الماضي.
وأضافت مريم: "كانت مكونات تتبيلة الفلافل سابقاً متوفرة، أما الآن فلاشيء غير الثوم والكزبرة اليابسة".
وألمحت مريم إلى الغياب التام للخضراوات والبقوليات من المعضمية.
وتابعت: "الآن يوجد طحين لصنع الخبز وحمص لصنع الفلافل وزيت لقليه لكن كيف نأكله بدون بندورة وخيار وبقدونس وليمون ولبن، هذه المواد جميعها غائبة عن المدينة بسبب الحصار!".
الوجبات الأممية غير كافية
هذا الواقع يقودنا إلى منعطف جديد يشغل المدنيين المحاصرين في المدينة، فالجميع يؤكدون على أن ما قدمته الأمم المتحدة من أغذية غير كاف، ومع أن الوجبات من حيث الكمية حسنت من الوضع المعيشي قليلاً، لكنها لم تحل المشكلة الغذائية.
أبو سعيد (45 عاماً) أوضح لـ "اقتصاد" أن الناس بحاجة للخضراوات واللبن والفاكهة بعد أن عانت من الجوع لأشهر طويلة.
ويستطرد أبو سعيد موضحاً هذه الفكرة: "أفهم أن مواد المؤونة ضرورية لكنها لا تكفي لتغذية أطفالنا، خذ الطحين مثلاً بإمكاني أن أصنع منه الخبز لكن ماذا أتناول مع الخبز، الرز يعني؟، هذه هي المشكلة".
ويمضي أبو سعيد بالقول: "نحن في حاجة إلى غذاء متكامل، معظم الأهالي تعاني من أمراض حادة في المعدة، الحصار هد الحيل، وما عاد في الجسم قوة".
التعليق