تجار دمشق يسألون: أين ذهبت الـ 23 مليار دولار من رصيد المركزي؟

على مدى الأربع سنوات الماضية، ظل كثيرون يعتقدون أن مصرف النظام المركزي لا يتصرف من رأسه.. ولم يكن أحد يصدق أن أديب ميالة، هذا الرجل القادم من خلفية شيوعية، يمكن أن يُمنح كل هذه الصلاحيات، في تقرير مصير الليرة، وأن يحافظ على أسرارها كل هذه الفترة.. بل الكل كان يعتقد أن واقع النقد في سوريا، يدار من مكتب جميل حسن في المخابرات الجوية، وأن المصرف المركزي تحول إلى أحد أفرعه برئاسة ميالة..

لذلك لم يكن أحد يجرؤ خلال الفترة الماضية أن يطرح الأسئلة الكبيرة المتعلقة بواقع الاحتياطي النقدي الذي كان قد أعلن عنه المصرف المركزي بعيد انطلاق الثورة السورية، وماذا تبقى من هذا المبلغ..؟، ومن أين يأتي المركزي بالدولارات التي يضخها في أسواق الصرافة..؟، ومن جهة ثانية، كيف ينظم المركزي العلاقة مع مؤسسات النقد الدولية المعنية بالكشف عن الاحتياطات النقدية من العملة الصعبة والذهب..؟.. كل هذه الأسئلة، يتجاهلها المركزي باقتدار، حتى لو كان طارحها تجار على مستوى كبير وفي مواقع داعمة للنظام..

 بالأمس وقف غسان قلاع، رئيس غرفة تجارة دمشق، وتجرأ على طرح كل هذه الأسئلة، وبوجود عناصر من المركزي والجوية كذلك.. لقد أبدى قلاع مخاوف كارثية.. وتساءل بصيغة من يريد أن يعرف مصيره الشخصي، قبل مصير البلد: لماذا تم منح مكاتب الصرافة كل هذه الامتيازات في تقرير مصير الليرة ولمصلحة من تمارس هذه المكاتب دور البنوك، إذ لم يعد ينقصها إلا أن تفتتح حسابات جارية..؟!، ثم فجر سؤاله الأكبر بالتساؤل عن مصير الـ 23 مليار دولار التي كان قد أعلن عنها المركزي قبل أكثر من أربع سنوات، ولماذا لا يقول ماذا تبقى منها..؟!

اللافت أن المركزي لا يقول أنه ممنوع عليه الكشف عن أسرار الاحتياطي النقدي المتبقي في خزائنه.. ولا يكشف كذلك عن مصدر الدولارات التي يضخها في الأسواق بلا رحمة.. بل يريد أن تظل هذه المعلومات مبهمة وخادعة، حتى إلى أقرب الداعمين إليه.. لأنه على يقين أن الحقيقة صادمة للجميع، وأن ما يضخه في أسواق الصرافة، ليس أكثر من عملية تدوير مكشوفة للعملة الموجودة في خزائنه..

ترك تعليق

التعليق