فقدان الملح.. أزمة صغيرة – كبيرة في معضمية الشام


تمكن أبو سعيد من الحصول - أخيراً - على وجبة دسمة من المواد التموينية التي قدمتها الأمم المتحدة لمدينة معضمية الشام.

وحمل أبو سعيد، ذو الخمسة أبناء، حصته من البرغل والرز والحمص والطحين، ليسلمها إلى زوجه، التي سرعان ما وضعت القدر على النار وشرعت تطهو طعاماً مشبعاً لأسرتها الجائعة منذ أسابيع.

وخلال الطهو برزت مشكلة صغيرة - كبيرة، أدت لكتابة هذه القصة..

 ليست بسيطة

يقول أبو سعيد خلال حديثه المرح لـ "اقتصاد": "لقد أرادت أم أولادي بعد أن وضعت البهارات للطعام أن تملحه وهنا كانت المشكلة، لم تجد ولا حبة ملح في خزانة المطبخ، ولا حبة".

ومع أن هذه المسألة بسيطة ويمكن حلها باستعارة شيء من ملح الطعام من بيت الجيران؛ يلح أبو سعيد على تأزيم المسألة فهو يقول: "سألنا الجيران فكانت حالتهم نفس حالتنا!، هم أيضاً نفذ ما لديهم من الملح إنها مشكلة كبيرة، الطعام بلا ملح كالجسد بدون روح".

ويضيف أبو سعيد في شيء من الدعابة: "هذا ما أعتقد به".


 الأزمة منتشرة

تعددت الأزمات في مدينة معضمية الشام بسبب الحصارات المتوالية على المدينة المنكوبة حقاً..

ويعيش الأهالي حياة سيئة للغاية صحياً ومعيشياً وخدمياً، ولم يمنع  توالي الأزمات من بروز مشكلة صغيرة كفقدان الملح لتطفو كأزمة كبيرة وتنتشر لدى معظم سكان المدينة.

يقول مروان (30 عاماً) لـ "اقتصاد" إن مادة الملح فقدت بشكل كبير من بيوت الأهالي.

ويتابع أن الأمم المتحدة أدخلت مواد غذائية كثيرة لكن الملح كان مفقوداً من هذه السلات التي تحوي أغذية متنوعة.

 أزمات متصاعدة

دائماً ما كان الحصار يتحف الأهالي بمصاعب جمة، ومتاعب تنغص عليهم معيشتهم الصعبة، فمن أزمة الصابون إلى نفاذ شفرات الحلاقة، إلى الغلاء الباهظ لسجائر الدخان.

ولا ننسى أزمة جديدة متصاعدة اليوم - في المدينة - والتي تجلت في غياب القداحات التي تدور في بيوت كثيرة قبل أن تصل لصاحبها الأصلي، في النهاية.


ترك تعليق

التعليق