مصدر خاص لـ "اقتصاد": طرطوس عاصمة للأسد، وروسيا تريد ملفات الإعمار


بالتوازي مع الغزو الروسي لسوريا وسيطرته على قواعد النظام العسكرية، وخاصة في مناطق الساحل، وأخذه لزمام المبادرة في إدارة المعارك ضد الجيش الحر والثوار دون وضع أي اعتبار لنظام الأسد, بدأت حكومة الأخير بتسليم رجال الأعمال الروس ملفات تطوير الاستثمارات العقارية والسكن العشوائي في المحافظات السورية.

هذه الخطوة الجديدة في تعزيز الاحتلال الروسي لسوريا رافقها معلومات قادمة من مصدر داخل النظام "رفض الافصاح عن اسمه"، لـ "اقتصاد"، تشير إلى رغبة الحكومة الروسية في الاستحواذ على ملفات إعادة الإعمار لما لها من فوائد اقتصادية جمة تصب داخل الخزينة الروسية مستقبلاً، بحسب المصدر.

وفي السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام موالية للنظام على رأسها صحيفة الوطن، عن زيارات مستمرة يقوم بها رجال أعمال روس إلى سوريا لمناقشة قضايا التطوير العقاري مع حكومة الأسد، والاستفادة من الخبرات الروسية الكبيرة في مرحلة إعادة الإعمار وتطوير بنية الأحياء العشوائية بالإضافة للتعاون في مختلف المجالات العقارية، وفقاً لما جاء في تقارير تلك الوسائل.

إلى ذلك، قال المصدر المختص بالشأن الاقتصادي لـ "اقتصاد"، أن نظام الأسد وجه معظم استثماراته العقارية مع بدء التدخل الروسي في سوريا نحو محافظة طرطوس "ذات الغالبية العلوية", حيث شهدت المحافظة الساحلية نهضة خدمية وعمرانية وصناعية وزراعية غير مسبوقة بتكلفة تجاوزت الـ 5 مليارات ليرة سورية.

ولفت المصدر المطلع إلى أن نظام الأسد يسعى من خلال تلك المشاريع إلى تأمين فرص عمل لعدد كبير من سكان المحافظة غير الراغبين بحمل السلاح ضمن ميليشياته، "تجاوزت الـ 2000 فرصة عمل", مؤكداً أن هذه الخطوات المستحدثة تهدف لتنصيب طرطوس كعاصمة لدويلة الأسد في الساحل وخاصة مع توضُح بوادر التقسيم التي تم الاتفاق عليها مسبقاً بين الإدارة الروسية والأمريكية، بحسب تعبيره.

ومع بداية شهر شباط الحالي بدأ نظام الأسد بتنفيذ كوكبة جديدة من المشاريع الاقتصادية الكبيرة في محافظة طرطوس أهمها مصنع للأدوية داخل مدينة صافيتا ومشفى حديث في قلب مدينة طرطوس ومشروع سياحي تابع لنقابة المهندسين، بالتزامن مع إنشاء محطتي الروضة والعنازة الكهربائيتين، ومحطة خاصة بمعالجة المياه.

ويشار إلى أن التدخل الروسي في سوريا جاء لمحاولة المحافظة على أركان نظام الأسد ودويلته العلوية في الساحل بعد فقدانه للسيطرة على أكثر من 80% من الأراضي السورية والتي أصبحت بيد الثوار أو تنظيم "الدولة الإسلامية" ووحدات الحماية الكردية.

ترك تعليق

التعليق

  • 2016-03-08
    لا اعتقد نجاح هذه الخطة الطائفية لان تركيا لن تسمح للاكراد بانشاء دولة على طول الحدود السورية واعتقد ان اهالي مدينة حمص والقرى الحدودية مع لبنان لن يسمحو للعلويين الذين يشكلون اقلية فيها بضمها لدويلتهم المزعومة ... على العموم ان حصل التقسيم لن تنعم المناطق المقسمة بيوم اامن خال من التفجيرات وخاصة الاقليم العلوي والكردي ... مع التمني بعدم نجاح هذه الخطة
  • 2016-03-08
    لا اعتقد ذلك , ولكن احب الأطمئنان , على الذهب في البنك المركزي , اين سيكون موضعه بالمستقبل ,