"صرخة حصار".. نداء استغاثة لإنقاذ الرستن من "الجوع أو الركوع"

يمكن مشاهدة فيديو للحملة بالضغط هنا

أطلق عدد من ناشطي مدينة الرستن منذ أيام حملة بعنوان "صرخة حصار"، لإنقاذها من الحصار والتهميش وإتباع سياسة الجوع أو الركوع بحقها من قبل النظام والمعارضة على حدٍ سواء، حتى بات أهالي المدينة غير قادرين على شراء رغيف الخبز، كل ذلك في ظل تجاهل مطلق وغياب كامل لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية عن المدينة التي كانت من أولى المدن التي انتفضت على النظام في ريف حمص.

 وطالب ناشطون بإنزال مساعدات إلى الرستن على غرار المساعدات التي ألقيت بالطيران على مدينة دير الزور.

وقال رئيس المجلس المحلي الثوري في الرستن، "مصطفى الحسين"، لـ"اقتصاد"، إن مدينة الرستن تفتقد لمادة الخبز منذ أكثر من شهرين نتيجة الحصار المطبق على المنطقة من قبل النظام والمتواطئين معه أمثال الأمم المتحدة والمانحين والمنظمات الدولية، وتقاعس الحكومة المؤقتة ومجلس المحافظة.

 وأضاف محدثنا أن "مدينة الرستن كانت تخبز 30 ألف ربطة لسد حاجة السكان أي ما يعادل الـ 9 ملايين ليرة سورية، أما الآن فيقف المجلس المحلي عاجزاً عن تقديم الخبز المدعوم ولذلك يضطر الأهالي لشراء الخبز من السوق السوداء حيث يبلغ سعر الربطة 800 غرام بسعر 350 ليرة سورية إن وجدت".

وأكد الحسين أن "مشكلة الخبز في الرستن تكاد تكون مزمنة ولم تُحلْ بأي فترة من الفترات الماضية ولكن بالفترة الأخيرة ونتيجة الحصار المطبق المفروض من قبل الميليشيات الأسدية انعدم توفر المواد الأولية لصناعة رغيف الخبز مما أدى إلى ارتفاع أسعارها الى 6 أمثال عما كان سابقاً فلم تعد أي جمعية بمقدورها أن تدعم وتوفر مادة الخبز".

وأوضح محدثنا أن "المجلس المحلي الثوري في الرستن يقف عاجزاً اليوم عن تقديم أبسط متطلبات الشعب الذي مورس عليه أبشع أنواع الظلم من قتل وتهجير وحصار وتجويع من قبل النظام الأسدي"، مضيفاً أن "هناك مواد أساسية يحتاجها أهل المدينة وهي غير متوفرة أيضاً كحليب الأطفال والدواء والمحروقات وغيرها".

وحمّل رئيس المجلس المحلي في الرستن الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الرستن باعتبارهما "الجهة الممثلة لهذا الشعب"، حسب وصفه.

 وأضاف الحسين أن "الحكومة والمجالس المحلية إذا كانت مجرد كانتونات ومجسمات اسمية فقط وأنشأت من أجل أن تكون واجهة للأمور السياسية فقط فالشعب لا يريدها".

وأكد الحسين أن المجلس المحلي في الرستن وجه نداء استغاثة لأكثر من جهة ومنها الأمم المتحدة رغم يقينه الكامل بعدم الاستجابة من الأخيرة لسبب بسيط -كما قال- وهو أن من يسكت عن القتل لا يمكن أن يقدم الأكل.

 ولفت محدثنا إلى أن الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة "تحاول إرضاخ الشعب بكل الوسائل بما يتناسب مع مصالحهم، فتارة يقدمون بعض الدعم الجزئي وأغلب الأحيان يقطعونه للضغط على هذا الشعب العظيم".

 وأوضح محدثنا أن "التعويل في ندائنا هذا هو على الأشقاء العرب كالسعودية ودول الخليج وبعض المنظمات الإنسانية".

ولم ينف الحسين المسؤولية عن المجالس المحلية بما فيها مجلس الرستن مضيفاً أن "على هذه المجالس أن تتنحى جانباً وتترك هذا الشعب لقدره إذا لم تستطع تقديم أبسط متطلباته".

وبدوره، أشار الناشط "أبو ريان الرستن" إلى أن الهدف من حملة "صرخة حصار" التي يقوم بها مجموعة من النشطاء في الداخل والخارج، توجيه الأنظار إلى مدينة الرستن المهمّشة بشكل كامل والمغيّبة عن أعين الجهات والمنظمات الإنسانية رغم أنها "كبرى مدن الريف الشمالي".

وأوضح الناشط أبو ريان أن "الحملة ستكون من خلال بروشور خاص بعنوان /صرخة حصار/ ونشاطات تنقل معاناة الناس بالفيديو والصورة الفوتوغرافية والإحصائيات الدقيقة لعدد المحاصرين في الرستن من مقيمين ونازحين من مناطق أخرى".

ومدينة الرستن التي تقع في منتصف المسافة بين حمص وحماة هي أول مدينة تحررت من قوات الأسد في سوريا، وتضم أكبر عدد من الضباط المنشقين الذين تولوا مهام قيادية في الجيش الحر، مما جعلها تدفع الضريبة غالياً من التجويع والحصار والقصف اليومي منذ العام 2013.
 

ترك تعليق

التعليق