استئناف كوبونات المساعدة للسوريين بالأردن.. فرحة لا تكتمل للبعض

يعاني السوريون القاطنون خارج المخيمات في الأردن من صعوبات تأمين احتياجاتهم الغذائية اليومية في ظل معاناة الحصول على الدخل اللازم لمقابلة هذه الاحتياجات، وحالهم ليس أفضل كثيراً من اللاجئين السوريين القاطنين داخل المخيمات.

يقوم برنامج الغذاء العالمي بتقديم مساعدات غذائية لعدد من اللاجئين السوريين القاطنين خارج مخيمات اللجوء، وفق إجراءات محددة، فبعد أن كان البرنامج يقدم المساعدات متمثلة في طرود غذائية توزع على اللاجئين السوريين في بداية موجة اللجوء عام 2012، تطور البرنامج ليقدم كوبونات غذائية على شكل قسائم ورقية تُعطى للاجئ السوري المشمول بالبرنامج، ليأخذ حاجاته الغذائية من مولات محددة شريكة للبرنامج، بمبلغ 24 ديناراً للشخص الواحد آنذاك.

ازداد عدد اللاجئين السوريين في الأردن وخاصة بعد عام 2013 في الأردن ليصل في العام 2016 الحالي إلى أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، مما دفع البرنامج لإيجاد طريقة جديدة لإيصال المساعدات بسهولة وتنظيم أكثر، وذلك بتزويد اللاجئين السوريين ببطاقات ممنغطة، تمكنهم من الاستفادة من المبالغ المشحونة شهرياً عبر المولات المحددة.

وفي هذا السياق، أكدت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي، شذى المغربي، في تصريحات إعلامية، أن البرنامج يعمل على توفير الدعم اللازم لتأمين الحاجات الأساسية لللاجئين السوريين، إلا أن نقص التمويل يجعل من الصعوبة تأمين المبالغ اللازمة لهذه العملية.

وأوضحت المغربي بأن البرنامج سيستمر بتزويد اللاجئين السوريين المشمولين بالمساعدات الغذائية لغاية شهر أيار المقبل من العام 2016، وذلك بعد تلقي البرنامج مبالغ تكفي لهذه الأشهر.

وكان البرنامج أعلن عن التوقف عن تقديم أي مساعدة غذائية في شهر كانون الثاني الماضي، قبل أن يعلن استئناف تقديم المساعدات بعد تلقي التمويل اللازم.

 اللاجئ السوري ماجد، وهو معيلٌ لأربعة أفراد، يشكو عدم قدرته على تأمين حاجاته الغذائية في ظل انقطاع المساعدات الغذائية المقدمة من الأمم المتحدة منذ أكثر من عام، مستغرباً عدم استئناف المساعدات له رغم وضعه المعيشي السيء، وبأنه لم يستفد من القرارت الجديدة الخاصة باستئناف برنامج المساعدات.

وبهذا الصدد، تشير الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي في تصريحات لها، إلى أن المساعدة سوف تكون متفاوتة بين المستفيدين، وذلك وفقاً لتقييمات سابقة كانت قد أجرتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك بتقسيمهم الى فئتين، فئة تحصل على 15 ديناراً أردنياً، وهو ما يعادل الـ 20 دولاراً أميركياً للفرد الواحد شهرياً، وهي الفئة المصنفة بأنها الأكثر حاجة.

 وفئة أخرى تحصل على 10 دنانير أردنية أي ما يعادل 14 دولاراً، وذلك عن طريق شحن البطاقات الإلكترونية التي حصل عليها اللاجئون، حيث يتم الحصول على الحاجات الغذائية من مراكز تسويقية شريكة للبرنامج في الأردن.

لم تخف اللاجئة السورية أم علي ارتياحها وفرحتها بعد سماع قرار تمديد الكوبونات لأربعة أشهر إضافية، وأفادت بأن المبلغ المقدم، وبرغم قلته، يساعدها على تأمين جزء يسير من حاجيات عائلتها الغذائية الأساسية.
 
يقوم برنامج الغذاء العالمي بتقدم المساعدات الغذائية لأكثر من نصف مليون لاجئ سوري، حوالي 90 ألفاً منهم يعيشون داخل المخيمات، وأكثر  من 438 ألف لاجئ سوري يعيشون خارج المخيمات في المجتمعات المحلية الأردنية.

يذكر أن عدد السوريين القاطنين خارج المخيمات يفوق المليون سوري، وبهذا تكون نسبة السوريين الذين يتلقون مساعدات غذائية عبر القسائم الإلكترونية أقل من 50% من السوريين على أراضي المملكة الأردنية.

والجدير بالذكر أن البرنامج يقدم المساعدات الغذائية في مخيمات اللجوء في الأردن، فهو يزود اللاجئين في مخيم الزعتري وغيره من المخيمات في الأردن وذلك بمبلغ 20 ديناراً للفرد ولكل سكان المخيمات، وذلك بوساطة البطاقات الإلكترونية التي تصرف أيضاً من مراكز تسويقية في داخل المخيم.

إلّا أنّ قاطني المخيم الإماراتي الأردني يحصلون على مساعدات غذائية بما يعادل 20 ديناراً للفرد الذي عمره تحت الـ 18 عاماً، فيما يحصلون على 40 ديناراً للفرد فوق الــ 18 من العمر، فقد تكفل الهلال الأحمر الإماراتي بتقديم هذه المساعدات لهم شهرياً لكل سكان المخيم.

تبقى حياة السوريين وأمنهم الغذائي مرهون بما يقدمه المجتمع الدولي من مساعدات خجولة تبقيهم بين نار الحرب في بلادهم، ومعاناة اللجوء في الأردن، ويبقى أملهم في أبسط مقومات الحياة هو حلم صعب المنال بمثل هكذا عالم..!

ترك تعليق

التعليق