الأمم المتحدة تحث تركيا وتحذر من كارثة حلب.. وتتجاهل دور القصف الروسي

حثت الأمم المتحدة تركيا على ضرورة فتح الحدود أمام آلاف السوريين الذين احتشدوا عليها بعدما فروا من العنف في بلادهم، وحذرت من أن مئات الآلاف من الأشخاص في مدينة حلب، أكبر مدن سوريا، يمكن أن يتعرضوا قريبا لانقطاع المساعدات الإنسانية عنهم وسط قصف الغارات الجوية الروسية.

تؤكد تركيا، التي تستضيف بالفعل 2.5 مليون لاجئ سوري، أنها تتعامل بسياسة الباب المفتوح تجاه السوريين الفارين من الصراع، لكنها أبقت معبرا رئيسيا مغلقا لعدة أيام.

ويقول مسؤولون حكوميون إن البلاد ستقدم المساعدة للنازحين السوريين داخل حدودهم" قدر الإمكان"، وستسمح لهم بالدخول "إذا اقتضت الضرورة".

ولفت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن 300 ألف شخص يمكن أن تنقطع عنهم المساعدات إذا حاصرت حكومة النظام والقوات المتحالفة معها مدينة حلب، وحرمت أولئك الذين يفرون من طريق الهروب الوحيد أمامهم. قال مكتب الأمم المتحدة إن الزعماء المحليين يعتقدون أن ما يصل إلى 150 ألف شخص يمكن أن يحاولوا الفرار إلى عفرين المجاورة والريف المحيط بها.

وعلى نحو منفصل، طالب المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وليام سبيندلر، تركيا بفتح الحدود" أمام كل المدنيين الذين يفرون من المخاطر ويسعون للحماية الدولية، كما كانت تفعل ذلك منذ بداية الأزمة".

كما حث سبيندلر الدول الأخرى على تحمل عب اللاجئين والعمل على إنهاء الصراع الحالي.

وقال سبيندلر "في نهاية المطاف، الإجابة عن هذه الأزمة تكمن في استمرار عملية السلام في سوريا وحل الصراع".

دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو دول العالم إلى انتقاد روسيا" جراء القصف بلا رحمة الذي تشنه ضد أهداف مدنية" داخل سوريا.

وتوقع أن تنسحب روسيا في النهاية من سوريا في وضع حرج، مثلما انسحبت القوات السوفييتية من أفغانستان في السابق، بعد أن منيت بهزيمة كبيرة.

وقال داود أوغلو "هؤلاء... الذين حولوا سوريا إلى حمام دم سيدفعون الثمن يوما ما".

من جانبه، قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو إن نحو 50 ألف شخص وصلوا إلى الحدود، في محاولة للفرار من القصف الروسي المكثف حول حلب، مشيرا إلى أن ما يصل إلى مليون شخص آخرين قد يفرون إذا تواصلت الهجمات.

أمس الثلاثاء، شوهدت عدة شاحنات تمر من خلال معبر أونجو بينار، المقابل لبوابة (باب السلامة) في سوريا، والذي ظل مغلقا أمام اللاجئين لليوم الخامس على التوالي. وتقدم السلطات التركية والجمعيات الخيرية مساعدات للسوريين في مخيم للمشردين بالقرب من الحدود.

وكانت اية الشرقاوي البالغة من العمر ست سنوات من بين قلة من السوريين تمكنوا من العبور إلى تركيا من أونجو بينار. كانت قد أصيبت في غارات جوية روسية قبل عشرة أيام في مسقط رأسها تل رفعت - إضافة إلى عمها عبد الرحمن الشرقاوي.

وقالت الفتاة من سريرها في المستشفى في كيليس، "ذهبت لأشتري (بسكويت) عندما جاءت طائرة وبدأت في الجري. كنت بالقرب من مدخل منزل شقيقتي عندما جاءت الطائرة وأسقطت قنبلة".

وقال عمها إن الفتاة نقلت في بادئ الأمر إلى مستشفى ميداني في تل رفعت ثم أرسلتها إلى تركيا لمزيد من العلاج.

كما تلقى إيجناد العقاد، مقاتل في الجيش السوري الحر المعارض، العلاج في مستشفى كيليس بعد أن أصيب في لغم زرعه تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود مع تركيا.

وقال "الطائرات الروسية أهلكت الناس. العبوات الناسفة البدائية والألغام التي تنتمي (لتنظيم الدولة الإسلامية) تقتل الناس أيضا. النظام (السوري) يتقدم فقط بفضل الطائرات الحربية الروسية والمليشيات الشيعية".

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المجري في بودابست، قال جاويش أوغلو إن تركيا تسمح بدخول اللاجئين "بشكل يمكن السيطرة عليه"، مشيرا إلى السماح بدخول 10 آلاف سوري مؤخرا.

ولم يخض جاويش أوغلو في تفاصيل، ولم يتضح ما إذا كان يشير إلى آلاف السوريين التركمان الذين سمح لهم بدخول تركيا في وقت سابق من هذا الشهر أم لا.

وعلى صعيد متصل، قال برنامج الأغذية العالمي أمس الثلاثاء إنه بدأ شحن العدس والمعكرونة والفاصوليا والزيت النباتي ودقيق القمح والسكر وغيرها من المواد إلى بلدة أعزاز شمال غرب حلب، بالقرب من الحدود مع تركيا، ويأمل أن يتواصل إرسال المساعدات في غضون الأيام المقبلة.

وقال جاكوب كيرن، المسؤول عن الملف السوري في برنامج الأغذية العالمي "نحن قلقون للغاية حيال إغلاق طرق الوصول والإمداد من الشمال إلى مدينة حلب الشرقية والمناطق المحيطة بها.. لكننا نبذل كل جهد ممكن لتقديم ما يكفي من غذاء للمحتاجين، عبر المعبر المتبقي المفتوح من جانب تركيا".

ترك تعليق

التعليق