مشاريع التعليم للسوريين على أرض الكنانة.. هل هي خدمية أم ربحية؟

يهدف بعض أصحاب المشاريع التعليمية السورية في مصر إلى الربح التجاري قبل أداء المهمة الأسمى وهي التربية والتعليم. وتتميز مدينة السادس من أكتوبر بوجود أكبر تجمع للسوريين في أرض الكنانة، وعليه فإن المدارس والسناتر التعليمية السورية تتجاوز الـ 15 مركزاً يضم المركز الواحد أكثر من 500  طالب وطالبة.
 
ويخشى السوريون على أطفالهم من المدارس المصرية المكتظة بالطلبة، كما يخشون التمييز الحاصل كونهم لاجئين، كما أن أغلب الطلبة السوريين لا يتقنون اللهجة المصرية، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام جودة التعليم أو الفهم، لذلك يلجأ الآباء إلى تسجيل أبنائهم إما في سناتر أو مدارس تعليمية تدرس المناهج المصرية لكن بخبرات سورية.



 ولا يحق للسوريين الحصول على ترخيص لمدارس سورية خاصة بهم، لعدم موافقة سفارة النظام على هذا الترخيص، على عكس سفارات دول عربية مثل السودان أو ليبيا وغيرها من الجنسيات المتعارف عليها في مصر، لذلك فإن أغلب السوريين أصحاب هذه المشاريع يلجؤون إلى عقد بروتوكولات أو اتفاقيات، إما مع مدارس مصرية مرخصة أو مع جمعيات مُشهرة، لها الحق في إنشاء سناتر أو مراكز تعليمية.

 ويرى أصحاب هذه المشاريع التجارية في حاجة السوريين ضرورة لهم، لذلك يلجؤون لإنشاء السناتر أو المراكز التعليمية السورية،
لكن الصورة ليست رمادية، نظراً لوجود مشروعات أخرى تربوية وتعليمية، هدفها مساعدة السوريين بالعودة إلى منظومة التعليم بعد انقطاع دام سنوات.


لماذا وجدت المدارس أو السناتر التعليمية السورية؟!
 
يقول مدير أحد هذه المشروعات، حسام جوبي، أن مدينة السادس من أكتوبر تضم أكبر "تجمع للسوريين" في أرض الكنانة، و"بناة الحضارة" من المدارس التعليمية السورية التي تقوم بتدريس المناهج المصرية بكوادر سورية، إضافة لبعض المعلمين المصريين، واختيار المعلمين المصريين كان خيار موفقاً، وهناك حالة من الانسجام بين طاقم المدرسين والطلبة.  

ويوضح جوبي: "يهدف المركز الذي أنشئ في مدينة أكتوبر إلى توفير بيئة تعليمية أفضل للوافدين السوريين، وأحياناً للطلبة العراقيين والمصريين"، مع العلم أن المركز الذي يديره حسام جوبي، قادر على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، والهدف تعليمي وتربوي، على حد قوله.


ويشير جوبي إلى أن العمل مستمر مع متابعة دقيقة للطلبة السوريين، لأنهم بحاجة لإعادة صقل، نظراً للفجوة الحالية بين الطلاب والتعليم، وتم بذل جهود مضاعفة لعودة الطلبة المنقطعين إلى التعليم، و"هناك صعوبات كثيرة واجهتنا، تمكنا من تخطيها"، حسبما قال لـ "اقتصاد".
     
وبيّن مدير المشروع أن المركز يُدرس المناهج القومية المصرية، ولديه اتفاق مع أحد المدارس الخاصة المصرية، حيث يُسمح للطلاب بالحصول على امتحانات نهاية العام الدراسي بها، والحصول على درجاتهم وشهادتهم منها في آخر العام.
 

محاولة الاندماج بين مدارس سورية

من جانبها، قالت نشوة النبهان، مديرة مدرسة المحبة في مصر: "إن الغاية من هذا المشروع تخفيف العبء، قدر المستطاع، عن الطلبة السوريين، وذلك بتعيين جميع الكادر التدريسي من السوريين، وإعطاء المنهج المصري باللهجة السورية، وتأمين المكان المناسب، حيث هناك نوعان، السنتر والخاص، وبأقل الأقساط"، حسب وصفها.
 
وأضافت النبهان: "طرحنا فكرة الاندماج مع أكثر من مدرسة لتشكيل وحدة متكاملة، إلا أن الأغلب حبذ العمل بشكل فردي".  

ولفتت النبهان إلى أن الطالب السوري يعاني جداً من أجل الحصول على إقامة لتسجيله في المدارس الخاصة.
 

مشاريع التعليم ربحية فقط؟

ويرى د. سامي الأحمد، مؤسس "خطوة نيتورك"، أن هناك العديد من المشاريع التي تحاول أن تهيئ بيئة مناسبة لتعليم الطلبة السوريين، ولكن معظمها مشاريع ربحية، وتتطلب أجوراً مكلفة، بعضها أعلى من تكلفة المدارس الخاصة المصرية، على جانب آخر هناك بعض المؤسسات التي تحاول تسهيل عملية التعليم على الطلبة، وخاصة طلبة التعليم المجاني، ولكن للأسف يعتبر هذا الدعم محدوداً، ولا يصل للدرجة المرجوة".

 ويضيف الأحمد: "إن المشكلة تكمن في التعليم الحكومي وجودته غير الجيدة نسبياً، بسبب الأعداد الضخمة الموجودة ضمن المدرسة، وقلة الاهتمام، وخاصة إذا ما قورنت بالمدارس الخاصة المصرية".
 
وأوضح د. سامي الأحمد أنه وبعد 5 أعوام من الكارثة السورية فإن الوضع الاقتصادي لأغلب السوريين وخاصة الذين لا يملكون مصدر دخل ثابت، صعب، أمام تكاليف المدارس السورية، أما المدارس الحكومية ليست مكلفة، ولكن ملحقات التعليم دائماً ما تكون مكلفة، مهما صغرت، من دفاتر وأقلام ومستلزمات دراسية مختلفة.


ويشير الأحمد إلى أن أكثر المواضيع المكلفة في التعليم بالنسبة للسوريين في مصر، هو الدروس الخصوصية، خاصة عند الطلبة الذين انقطعوا لفترة طويلة عن التعليم، فيتطلب عودتهم للتعليم الكثير من الاهتمام غير الموجود في التعليم المجاني، وتعد تكلفة الدروس موضوعاً متعباً لذوي الدخل المحدود.

يُذكر أن أهم المدارس السورية في 6 أكتوبر قرب القاهرة، هي "الرواد - الأوائل - المجد - بناة الحضارة - طيبة - خالد بن الوليد - أم الخير- المحور- الأمل المشرق- وفرد للنشىء".

ترك تعليق

التعليق