كيف يعيش مدنيو المعضمية على تخوم المواجهات؟
- بواسطة محمد كساح - خاص - اقتصاد --
- 30 كانون الثاني 2016 --
- 0 تعليقات
على جناح السرعة، جمعت أسرة أم فراس (45 عاماً) أغراضها والمؤونة القليلة المتبقية في بيتها، وهربت تاركة منزلها الواقع جنوب معضمية الشام.
لم تكن أم فراس الوحيدة التي لملمت ما تستطيع حمله من أمتعة وحاجيات، بل كانت جميع الأسر القاطنة في الجهة المذكورة تفعل الشيء ذاته.
"جيش النظام تمركز في مسجد بلال الواقع على طريق مروان، والدبابة تسرح وتمرح وتدمر البيوت حول المسجد"، قال الأهالي الذين تناقلوا الخبر بأسرع من البرق، فجيش النظام غدا على مسافة كيلو متر من البقعة التي يعيشون عليها.
ماذا جرى؟
لأكثر من شهرين يسعى جيش النظام مدعوماً بالميلشيات العراقية إلى السيطرة على طريق مروان ليستكمل خطته التي بدأها منذ فرض وضع ساتر ترابي على طول الطريق.
وبسيطرته على هذا الطريق يتمكن النظام من فصل مدينة داريا عن شقيقتها المعضمية.
ويقع طريق مروان بين المدينتين، ويعتبر الحد الفاصل بينهما، بينما يقع مسجد بلال في منتصف الطريق الذي يصل بين جبهتي الشياح من الغرب، والأثرية من الشرق.
وبالفعل استطاع النظام السيطرة على معظم هذا الخط، ليفصل بشكل شبه تام بين المدينتين، وذلك منذ عدة أيام، لكن محاولة النظام باءت بالفشل بعد أن حشد الثوار وداهموا قوات النظام، ليسترجعوا بعض النقاط المهمة، ويأسروا عدداً من أفراد تلك القوات، وفقاً لشهود عيان.
58 برميلاً في يوم واحد
إلى هذه اللحظة تواظب مروحيات النظام على إلقاء البراميل المتفجرة تباعاً، في الليل والنهار، لتكون المساحة الواقعة بعد طريق مروان من الجهة الجنوبية للمعضمية، معرضة في كل ساعة للقصف والتدمير.
ناشطون أكدوا لـ "اقتصاد" أنهم أحصوا 58 برميلاً سقطت على المنطقة المذكورة في يوم الجمعة الماضي. ويتابع النظام القصف بالبراميل حتى الساعة.
أبو صلاح (33) عاماً، قال لـ "اقتصاد" إن بيته دمر بالكامل نتيجة سقوط برميل عليه ليلة السبت.
وأضاف أبو صلاح: "الدمار والقصف توغل في عمق المدينة بمسافة تقدر بنصف كيلو أو أكثر".
ونزحت جميع الأسر القاطنة جنوب المعضمية إلى الجهة الشمالية، هرباً من القصف الذي يتساقط على بيوتهم في كل وقت.
الحصار يشتد
ما يزال المعبر الوحيد الذي تقتات منه معضمية الشام مغلقاً بالكامل، حيث يمنع النظام الدخول والخروج فضلاً عن إدخال الأطعمة والمواد الغذائية.
ويعيش عدد كبير من أهالي المدينة الأصليين، ونازحي داريا وكفرسوسة، حياة أقرب إلى الموت؛ حيث التهم أكثر من 40 ألفاً من المدنيين ما تبقى من مواد غذائية، وفُقدت معظم المواد الرئيسية كالطحين والسكر والبرغل والمعكرونة والفول، كما فُقدت المواد الطبية والمحروقات والحطب.
يشار إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير في المدينة، حيث يباع كيلو السكر بـ 4 آلاف ليرة، والبرغل والرز بـ 3 آلاف، والدخان بألف ليرة.
كما يباع ليتر المازوت بـ 6 آلاف والبنزين بـ 5 آلاف، والقداحة بألف ليرة سورية.
كل ذلك في حال وجود هذه المواد التي دخلت ضمن قائمة المواد نادرة الوجود منذ أسابيع.
التعليق