التل.. حصار على المزاج


ما يزال الوضع في بلدة التل متأزماً للغاية، والحصار الذي يشتد يوماً بعد يوم لم يبارح هذه البلدة، يزورها بشبحه المخيف ويطرق بابها يومياً، مهدداً بالجوع ومنذراً بالموت والهلاك.

يقول أحد نشطاء المدينة خلال حديث خاص بموقع "اقتصاد": "في التل المحاصرة يوجد ما يقارب مليون إنسان، غالبيتهم من محافظة دمشق والبعض من باقي المحافظات، دخل الحصار شهره السادس، ويسمح بالدخول والخروج للموظفين فقط والطلاب".

ولا يُخفي أبو حسن أن هنالك أشخاص يسمح لهم النظام بالدخول والخروج عدا الموظفين والطلاب، وهم الذين يسكنون في حرنة الشرقية التي تقع تحت سيطرة النظام، مشيراً إلى أن الداخلين والخارجين يصطفون لساعات طويلة، "مع قدر كاف من الشتائم والإهانة"، على حد تعبيره.

حسب مزاج العسكري على الحاجز

مع اشتداد الحصار على المدينة منع النظام دخول سيارات البضائع والتي تعرف بسيارات الجملة ومعظم ما يدخل من مواد ينقل بالأيدي لمسافات طويلة مشياً على الأقدام.

ووفقاً لمصادر من داخل التل تحدثت لـ "اقتصاد"، يُسمح للشخص الداخل أن يحمل بيده عدة كيلو غرامات من اللوازم الغذائية والخضار، كل ذلك بحسب مزاج العسكري القابع على الحاجز، وأحياناً كثيرة تصادر المواد وتلقى على الأرض.

 مواد ممنوعة

يشير أبو حسن إلى أن غالب المواد متوفرة لكن بكميات قليلة وبأسعار مضاعفة، حيث تباع جرة الغاز بعشرة آلاف ليرة سورية، وليتر المازوت بـ 500 ليرة، بينما يباع كيلو الحطب بـ 125 ليرة، إن وجدت هذه المواد التي يتم تهريبها عن طريق الحواجز، كما يباع الرز بـ 500 ليرة والسكر والبرغل بـ 350 ليرة، أما الزيت الأبيض والسمن فتبلغ قيمته 500 ليرة سورية تحت الزيادة والنقصان.

ويؤكد أبو حسن على أن لوازم المشافي والسيرومات والأوكسجين واللقاحات ممنوعة نهائياً، ويضيف: "الخبز وغاز الطهي والحطب والأدوية والمحروقات ممنوعة بقوة من الدخول عبر الحاجز".

 الناس بدون عمل

كالعديد من المناطق المحاصرة، تأثرت فرص العمل داخل بلدة التل، ويشير أبو حسن إلى أن الكثير من المحلات أغلقت أبوابها
بينما تنتظر غالبية الناس: "الحصة التموينية من الهلال الأحمر منذ 100 يوم"، ويتابع بالقول: "الناس في ضيق من دون عمل".

ترك تعليق

التعليق